مفتاح عمُان

الرياضة 2024/09/04
...

د عدنان لفتة

باحثون عن (مفتاح)، هو مفتاح حلمنا وحظوظنا المتأخرة منذ 38 عاماً، مفتاح شروعنا بالمنافسة على تذاكر المونديالي الأميركي 2026،مفتاح سعادتنا وروحنا المتوثبة إلى الفوز.
مباراة منتخبنا الوطني مع سلطنة عمان هي مفتاح الأمل،  والتصفيات،  والحضور،  والقوة،  والرفعة والهيبة، وتأكيد تطورنا وقدراتنا المليئة بالتفاؤل بفضل جيل جديد نثق به كثيراً في قيادتنا نحو أهدافنا ببلوغ كأس العالم بكل الاستحقاق والجدارة.
المفتاح في عالم اللغة والآداب ترميز  للأمن والسلطة والقوة،  وفي أساطير مختلف الحضارات الشرقية والغربية هو دلالة على القوة والجبروت ولعل الرمزية الأجمل للمفتاح في الثقافة الفلسطينية هو ارتباطه بالوطن كأغلى مايملكه الإنسان.
مفتاحنا اليوم هي مباراة عمان التي نتوسم فيها أن ندرك أهمية نقاطها الثلاث وانعكاساتها على مسار التصفيات في بداية ملهمة،  محفزة،  دافقة برفع معنوياتنا وصناعة ركيزة المنافسة الحقيقية مع منافسين باحثين عن أحلامهم ولايمكن الاستهانة بهم وتطلعاتهم،  علينا الحذر واحترام المنافسين ولا نحسب أن المهمة سهلة وسنحققها بلا صعوبات.  منتخب عمان  يقوده مدرب جديد هو التشيكي  ياروسلاف شيلهافي وبدأ عمله قبل سبعة أشهر بعد الخروج المبكر من كأس آسيا في قطر وأفضل منجز له قيادته منتخب تشيكيا  إلى دور الثمانية في بطولة أوروبا 2020 وهو يختلف في فلسفته عن المدرب السابق برانكو الذي كرهه العمانيون لاغداقه في الأسلوب الدفاعي بينما المدرب الحالي جريء هجومياً وهو ما على فريقنا الحذر منه  وإيجاد الأسلوب الأنسب الممكن لفريقنا في كسب حصيلة مباراته الافتتاحية.  مفتاح التصفيات بيد الإسباني كاساس واللاعبين الذين اختارهم وبيدهم مفتاح قلوبنا  لرسم الهدوء والفرح في نفوسنا ونشر الطمأنينة بعيداً عن القلق الذي لايمكن التهرب منه مهما بلغ حجم ثقتنا العالية بفريقنا وعناصره. التفكير بكل مباراة هو الأمر، المنطقي فقد انشغلنا كثيراً بمناكفات عملية دخول المشجعين إلى الكويت وخضنا حروباً إلكترونية وتصريحات متناقضة بين الطرفين متناسين أنها المباراة الثانية وليست الأولى،  التركيز على تفاصيل مباراة عمان  وإشعار  اللاعبين بقيمتها ورفض الأخطاء فيها والتعامل معها بروح فريق، واحد متماسك يعرف أن الفوز لا يتحقق إلا بتعاون الجميع وليس في تفكير اللاعبين بالأمجاد الشخصية على حساب مصلحة الوطن.  مفتاح كأس العالم يبدأ من مباراة عمان وهي تحتاج إلى الصبر في أجزائها وعدم التسرُّع واستثمار دعم مشجعينا لصالحنا في هتافات لا تتوقف وتشكل عوامل دعم لمنتخبنا وليس ضغطاً سلبياً يقيد اللاعبين ويخرجهم من استقرارهم وتركيزهم.  مفتاح المباراة العمانية سيكون في تلاحمنا جميعاً وإظهار بلدنا بأفضل تنظيم،  وفي تفاني لاعبينا وتنافسهم من أجل شرف تمثيل منتخبنا وكرتنا، وفي حسن إدارة كاساس للمباراة باختياره الكفاءات الأجود وتوظيفهم بما يحقق الطموحات المرجوة.  مفتاح التصفيات ينبع من ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على تقديم مباراة متكاملة في أرض البصرة وجه السعد على كرتنا،  مفتاحنا هو الخروج بأفضل نتيجة والقبض على نقاط المباراة كي نيسر طريق التصفيات ونقلل العقد والعثرات فيه بما يؤمن مشواراً ناجحاً يقودنا إلى الحلم الذي طال انتظاره، ونستحق فيه التواجد مع كبار آسيا وأسياد العالم مكاناً طبيعية  لنا لعراقنا الغالي