علي جاسم نحن معك.. ومشوار الاحتراف طويل

الرياضة 2024/09/04
...

 بغداد: محمود الحمداني

 سيطرت في الأيام الماضية موجة عارمة من الأخبار التي يتصدر عناوينها اسم موهبة منتخبنا الوطني علي جاسم الذي وصل قبل أيام إلى إيطاليا للانضمام لناديه كومو، قبل أن يتفاجأ بقرار مدربه فابريغاس الذي أعطى الضوء الأخضر لفريق تحت 20 عاماً لتطوير قابليات اللاعب الفنية والبدنية وتحضيره بأفضل صورة ممكنة، كونه وصل متأخراً إلى النادي الأول.


جاسم جاء باندفاع كبير ورغبة عارمة بتحقيق ظهور سريع مع الفريق الأول في الدوري الإيطالي، لكن قرار إشراكه مع فريق تحت 20 عاماً بالرغم من استمرار تدربه مع الفريق الأول، أحبط قليلاً من تطلعاته، لكن الإجراء من الممكن أن يكون في صالح جاسم. قد يكون القرار مُحبطاً لعلي، لكن التحديات دائماً ما تكون طريقاً للنجاح، ولابد لنجم منتخبنا أن يستلهم درساً عظيماً ممن سبقوه من نجومنا العرب في الدوريات الكبرى، الذين وصلوا إلى العالمية بسبب صبرهم وتحديهم لكل ما واجههم.
أبرز قصص محترفينا العرب، التي يجب أن تكون نصب عين نجمنا الصاعد هي تجربة حارس منتخب عمان السابق علي الحبسي، ونجمي مصر والجزائر حالياً محمد صلاح ورياض محرز.
الحبسي الذي بدأ في دوري أوروبي متواضع، وهو النرويجي، وصله بعمر 21 عاماً، ولم ينجح في تسجيل ظهوره الأول مع ناديه (لين) إلا في مباراة الفريق الثامنة، بعد أن ظل حبيساً لدكة البدلاء لسبع جولات، ولم يتمكن من المشاركة سوى في 13 مباراة في موسمه الأول.
الحبسي حتى حين انتقاله لبولتون الإنكليزي، تم تسجيله مع الرديف أيضاً ولم يتمكن من المشاركة على الإطلاق في موسميه الأوليين مع النادي، لكنه أصبح في ما بعد أفضل الحراس العرب وأشهرهم. أما نجم منتخب مصر الحالي والدوري الإنكليزي محمد صلاح، فبالرغم من قدومه إلى تشيلسي بعمر 21 عاماً بعد تجربة ناجحة مع بازل السويسري، وتعوده على الأجواء الأوروبية وطريقة اللعب هناك، إلا أنه عانى في بدايته مع تشيلسي، بل فشل في تجربته مع النادي وغادره بعد عام ليبدأ رحلة نجاح مع ليفربول استمرت إلى الآن.
أما نجمنا العربي الأخير الأمهر بين أقرانه، فهو الدولي الجزائري رياض محرز، الحاصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز.
محرز رغم انتقاله من لوهافر الفرنسي بعمر 22 عاماً، ونشأته في بلد أوروبي، لكنه احتاج للانتظار أيضاً ليثبِّت أقدامه مع ليستر الذي كان ينشط في دوري الدرجة الأولى وليس الممتاز الإنكليزي، بعدها تمكن من حجز مكانه في الفريق الذي أسهم بتأهله للدوري الممتاز والتتويج بعدها باللقب التاريخي للبريمير ليغ.

خلاصة القول:
الدوريات الكبرى تحتاج لتحضير خاص حتى تحجز مكاناً في تشكيل الفريق، وكبار نجومنا العرب، احتاجوا لوقت لتثبيت أقدامهم، حتى بعد تجاربهم السابقة في دوريات متوسطة، بعكس علي جاسم الذي حقَّقَ سابقة لم تحدث طوال تاريخ الدوري العراقي بانتقاله بشكل مباشر منه، إلى أحد الدوريات الكبرى.
لذا فالصبر سيكون مفتاحاً للعالمية يا علي.