علي الباوي
اليوم نحن على موعد مع باكورة الجولة الأخيرة من تصفيات كاس العالم 2026 (أميركا ، المكسيك ، كندا).
ففي الساعة السابعة من مساء اليوم الخميس 5-9-2024، يشهد ملعب جذع النخلة في البصرة مباراة منتخبنا الوطني ونظيره العماني.
هذه الجولة تبدو مغايرة تماماً ففريقنا بقيادة الإسباني خيسوس كاساس سيظهر كامل العدد من المحترفين والمحليين في تشكيلة تعد هي الأكبر والأكثر تمثيلاً لطموحات الجماهير الرياضية.
اليوم فريقنا كامل العدد بمظهر يمتاز بالقوة والمهارة فضلاً عن التجانس الفكري بين اللاعبين ومدربهم الذي عمل بجد ومثابرة للخروج بتشكيلة هي الأفضل بتاريخ منتخبنا الوطني.
لا أحد منا يمتلك أية ملاحظات تعجيزية فالكل يشعر بالرضا بما قدمه المدرب كاساس وفريقه خلال المراحل الماضية، كلنا مع منتخبنا في جولته الأخيرة وصولاً إلى الحلم العراقي الكبير وهو الصعود إلى كاس العالم.
لأول مرة نتحمس لمباراة وكلنا ثقة من النتيجة وكلنا نشعر بفرح غامر لما آلت إليه الأمور بعد فترات عصيبة مرَّ بها منتخبنا الوطني.
الآن الكل يتحدث عن منتخب العراق وحظوظه الكبيرة في نيل مقعد في كاس العالم، هذا الإكبار لم يأتِ من فراغ فنتائج المنتخب خلال سلسلة طويلة من المباريات كانت ناجحة وأظهرت مدى الحنكة التي يتمتع بها المدرب الإسباني كاساس من خلال حل عقدة كرة القدم العراقية.
إن النجاح الذي حققه كاساس يدل على أنه يعرف ماذا يفعل وعلينا مؤازرته في مخططاته، لقد رآى ودرس وخطط لكل شيء، ونعتقد أن مارآه من الجماهير العراقية ومن الاحتفاء به سيزيد من إصراره على التمسُّك برؤيته والعمل على تحقيقه.
لقد بذل الإسباني جهداً جباراً من أجل الوصول إلى هذه النتيجة التي سنراها اليوم في البصرة ولقد كان هذا المدرب على حق في الأسلوب الذي اتبعه وفي الطريقة التي سعى من أجلها لجمع شتات الكرة العراقية من شتّى ملاعب أوروبا والعالم.
الآن هذا هو منتخبنا بكل تفاصيله الدقيقة هذا هو الشكل الذي وصلت إليه الكرة العراقية بعد جهود مضنية قام بها الاتحاد العراقي لكرة القدم وبدعم من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
هذا الدعم لولاه لفشلت كل المساعي خاصة أننا نعيش في بيئة رافضة للتحديث وتنبذ كل فكر متجدد .
لقد انتصرت الإرادة الجمعية بين الاتحاد والحكومة وتكللت بتشكيلة منتخب هي الأكمل والأفضل عبر التاريخ، اليوم سنشاهد فريقنا يلعب بتماسك وبعقلية جديدة وبثقة عالية وإصرار على الفوز، هذا اليوم سيكون فاتحة لمسيرة جديدة تسجل باسم العراق لتبقى في الذاكرة إلى الأبد.