كاظم الطائي
مرَّ الفوز العراقي على الشقيق العماني في أول لقاءات التصفيات المونديالية في ملعب البصرة بمواقف عدّة سأتطرق إلى بعضها في زاوية اليوم والبداية من فوز معنوي بصعوبة بالغة في ملعبنا وأمام جمهورنا.
لقد قدّم منتخبنا الوطني في الشوط الأول لمحات جميلة وسجل هدفاً وأضاع أكثر من فرصة للتسجيل كانت كافية للإطباق على نتيجة المباراة مبكراً واللعب بأريحية في الشوط الثاني لكن سوء التسديد والتمركز والتسرع حالا دون ذلك لنشهد ضغطاً عمانياً مرت دقائقه بسلام بفضل إجادة الحارس جلال حسن وشجاعة أكثر من لاعب في خط دفاعنا ومراكز الوسط، وأبلى الكابتن أيمن حسين البلاء الحسن في حسم اللقاء وتحمّل رقابة صارمة من الدفاع العماني وتعرّض لإصابة لعينة ستحرمه من العودة للملاعب أكثر من 6 أسابيع وغيابه عن مباريات منتخبنا في التصفيات أمام الكويت وفلسطين وكوريا الجنوبية.
كان أكثر من لاعب عماني مكلف بمراقبة أيمن بيّنتها كاميرات النقل التلفازي المباشر ولاسيما خلال الركلات الثابتة لمنعه من إحداث خطورة أو تسجيل أهداف لكنه تمكن من كسر هذا الطوق وسجل هدفاً غالياً منح كرتنا صدارة المجموعة بعلامة كاملة ولم يأبه بما سيحصل له من متاعب.
النحس الذي لازم الكابتن أيمن في بطولة آسيا والتصفيات المؤهلة للمونديال ليس بالعادي، حيث تعرّض للطرد غير المبرر من قبل الحكم الأسترالي علي رضا الإيراني الأصل على إثر احتفاله بالهدف وخسر منتخبنا المباراة حال خروجه بهدفين أردنيين إضافيين نقلهم لنصف نهائي أمم آسيا وبقيت تلك الذكرى مؤلمة عليه وعلى جمهورنا.
وخرج اللاعب مصاباً من أولى مباريات التصفيات محمولاً على نقالة إلى أحد مستشفيات البصرة ومن ثم الكويت لتؤكد التقارير الطبية والتداخل الجراحي في الكويت والفحوصات حاجته للراحة بما لا يقل عن 45 يوماً وبذلك فقد فريقنا أحد أعمدته الأساسية وهدافه الأول والبركة بالهدافين علي الحمادي ومهند علي في تعويض غيابه إن شاء الله بدعم من خطوط اللعب الأخرى. إصابة أيمن عزّزت مواقف شابها التشنج والتفسيرات الغريبة عن حضور جمهورنا لتشجيع فريقنا في مباراته الثانية في الكويت تمثلت بمتابعة مستفيضة من جانب الأشقاء، حيث زار العديد من وزراء الحكومة الكويتية واتحاد الكرة المستشفى الذي يرقد فيه اللاعب أيمن حسين للاطمئنان على حالته فضلاً عن تسهيل حضور جمهورنا لحضور اللقاء المرتقب في التصفيات المونديالية بزيادة عدد متفرجينا إلى 5 آلاف وإلغاء رسوم تأشيرة الدخول وغير ذلك من إجراءات تناسب ما قدّمه بلدنا من تسهيلات لأشقائه الخليجيين في أكثر من مناسبة.
الاتصال الذي تلقاه الكابتن درجال واللاعب أيمن من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أفصح عن دعم لا يتوقف للرياضة والرياضيين وتقديم كل أنواع الدعم لتحقيق آمال عشاق المستديرة تمثلت باحتضان بطولات إقليمية وعربية وآسيوية واستقدام ملاكات فنية تشرف على اللعبة لسنوات طوال وتطوير البنى التحتية وتخصيص طائرة لوفدنا في تنقلاته بين عواصم العالم لتخفيف العبء عن كاهل الفريق الوطني وتقديم المنح والرعاية لأصحاب الإنجاز وغير ذلك من إجراءات تؤكد أنَّ الغد سيكون أفضل أليس كذلك؟.