التحشيد المتجدد

الرياضة 2024/09/10
...

خالد جاسم

تنشغل القارة الصفراء بالحدث الكروي الأبرز والأهم ..التصفيات الحاسمة لبطولة كأس العالم 2026 حيث يشتعل صراع التنافس بين 18 منتخباً من أجل الظفر بالمقاعد الثمانية ونصف المقعد المؤهلة للمونديال القادم، واستهل منتخبنا الوطني مشواره في هذه الجولة الثالثة الحاسمة والمهمة بمواجهة المنتخب العماني في المجموعة الثانية حيث كانت الأنظار والقلوب معلقة بتمنيات متفائلة في مقدرة أسود الرافدين على كسب المواجهة ووضع خطوة أولى واثقة في الطريق الصعب نحو الملتقى العالمي وهو ماحدث تماماً في ملعب جذع النخلة بإحرازنا العلامة الكاملة برغم تواضع الأداء وخسارتنا خدمات قوتنا الهجومية الضاربة الكابتن أيمن حسين سيما في مواجهتنا الثانية في المشوار الحاسم اليوم أمام المنتخب الكويتي في ملعب الأخير.  وعندما نصف المهمة بروح التفاؤل نستند على الأجواء الإيجابية المفعمة بالثقة لدى لاعبينا وملاكهم التدريبي سيما أن ترقب جماهيرنا للحدث الكبير وتمنياتنا لأسود الرافدين بتحقيق الانتصارات تلاقحت مع تحقق مناشداتنا إلى الإعلام الرياضي في كافة أشكاله على ضرورة توفير المظلة الواسعة من الدعم المعنوي والاعتباري للمنتخب وهو على أعتاب خطوات قليلة من المنافسة الشرسة التي تنتظره في التصفيات، وعندما ناشدنا أجهزة الإعلام الرياضي بدعم هذا المنتخب فهي رسالة متجددة كتب كلماتها الجمهور والمسؤولون والزملاء الأحبة في مختلف ألوان الطيف الإعلامي الرياضي وتؤكد عمق إيمان الجميع وقناعتهم الراسخة التي نعرفها جيداً بأهمية الإعلام ودوره الحيوي في تشييد جسور الثقة بين الرأي العام والمنتخبات الوطنية من خلال التصدي لكل مايتعلق بتفاصيل هذه المنتخبات سيما في كرة القدم التي تتصدر اهتمامات الوسائل الإعلامية كما هي في صدارة حب وتعلق الجماهير ورصدها الدائم لكل تفاصيل منتخبات الكرة وفي مقدمتها المنتخب الوطني حيث يكون الإعلام بمختلف عناوينه، أبلغ الأثر في تشكيل قناعات الجماهير وتقييمها لمسيرة المنتخب ومايتعلق بشؤونه المختلفة . كذلك فإن المناشدة المباشرة لوسائل الإعلام الرياضي المختلفة في دعم المنتخب تنطلق من إحساس مباشر حول ضرورة تركيز هذا الدعم بمحتواه الإيجابي الذي يعتمد على إدامة الزخم النفسي الإيجابي والابتعاد عن المناكفات وأشكال التصيد للأخطاء والمبالغة في توصيف السلبيات المتعلقة بالإعداد، وهنا واجب الإشارة إلى حقيقة صارت راسخة للأسف في إعلامنا الرياضي وتتجسد في إصرار بعضها، سيما المرئية منها على انتهاج مبدأ المشاكسة المغلفة بالإثارة خلال تصديها اقضايا المنتخبات الوطنية من دون إدراك ماتخلفه هذه المشاكسات من آثار نفسية سلبية على الملاك التدريبي واللاعبين خصوصاً عندما ينطلق بعض ضيوف البرامج من رؤى شخصية وقناعات مسبقة مستندة على خلافات أو تقاطعات مع هذا الطرف أو ذاك وليس نتاج حرص يبتغي مصلحة المنتخب، وعلى النقيض تماماً نرى بعض البرامج وحتى خلال تصديها بالنقد لمسيرة هذا المنتخب ترتكز على جوانب موضوعية ورؤى حريصة تبسط السلبيات والأخطاء على طاولة الحوار الصريح والمسؤول.
وهنا تكمن وكما هوالحال في الإعلام المقروء الفوارق بين النقد الموضوعي البناء المرتكز على قواعد مهنية رصينة وبين نقد فوضوي ينتهج أسلوب الإثارة واختلاق المشكلات أحياناً بعيداً عن المبادئ الرصينة في المهنة . وعودة إلى مناشداتنا فإن ما ينبغي التركيز عليه أن مسيرة منتخبنا وبقدر مضي قطاره على سكة متفائلة فإن المحطات المتبقية في درب التصفيات الصعب تتطلب تحشيد وتركيز الجهود وفي الإعلام الرياضي بشكل خاص من أجل دعم المنتخب للمهمة الكبيرة، وبعد انتهاء تلك المهمة يكون لكل حادث حديث.