فوبيا المعارضة وغياب النضج السياسي
آراء
2019/06/19
+A
-A
محمد صادق جراد
ومن المعروف للجميع بان جميع الديمقراطيات الأصيلة في العالم تحرص على وجود معارضة سياسية تأخذ دور الرقيب والموجه لعمل الحكومات. ويختلف البعض في تعريفها، والسبب في هذا يعود إلى اختلاف هذا المفهوم بين طرف وآخر تبعا لإطاره السياسي وثقافته التي يستمد منها منظومته المعرفية. وهذا يسمح بظهور الكثير من الرؤى والآراء المختلفة التي يرى بعضها في تعريف المعارضة أنها قيمة سياسية ديمقراطية تفرض نفسها على أي عملية سياسية ناضجة تكون فيها المعارضة هي الوجه الآخر للحكومة والمرآة التي ترى هذه الحكومة أداءها من خلالها. ويضع البعض المعارضة في خانة معناها اللغوي ويضع تحت عنوانها كل من عارض أو اعترض على الواقع القائم، دون النظر إلى أهداف هذه المعارضة أو بنيتها.
ويرى البعض أن تاريخ الأحزاب المشاركة في العملية السياسية والموروث السابق لها يجعلها تتخوف من الانخراط في هذا الدور الذي قد مارسته سابقا عبر معارضتها للنظام السابق وعبر عقود من التهميش والتهجير والخوف وتقديم التضحيات.
ولا بد هنا من التمييز بين الدورين، فالمعارضة في زمن النظام السابق كانت تقوم بها قوى سياسية لا تؤمن بالنظام السياسي آنذاك وتعمل على تغييره وإسقاطه لأنه كان لا يمثل إرادة الشعب بل كان يتسلط على رقاب أبنائه في أسوأ أنواع الديكتاتوريات في المنطقة. أما المعارضة الحالية فهي نابعة من العمل الديمقراطي داخل العملية السياسية مع اعتراف بشرعية النظام السياسي الحاكم والعمل على تقويمه خدمة للمصلحة العامة.اخيرا نقول باننا نتمنى ان تكون هناك مساعٍ حقيقية لتاسيس معارضة ايجابية تسهم في تصحيح المسار في العمل السياسي العراقي.