طهران: محمد صالح صدقيان
في أول تصريح له للصحافة العربية، قال وزير الخارجية الايراني الدكتور عباس عراقجي في حديث لـ"الصباح"، إن "العراق بالنسبة لايران هو أكثر من بلد جار، نظراً للعلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين العراقي والإيراني؛ وأن السنوات الماضية أثبتت عمق هذه العلاقات من خلال مجالات التعاون والتنسيق بين البلدين الجارين الصديقين العراق وإيران".
وجاءت تصريحات عراقجي التي خص بها "الصباح"، عشية الزيارة المهمة التي يقوم بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لبغداد اليوم الأربعاء، والتي تعتبر الأولی له خارج إيران بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة، "ما يعكس أهمية العلاقات الثنائية التي تربط بغداد بطهران"، علی حد تعبير وزير الخارجية الإيراني - الذي أضاف - أن "التنسيق والتعاون بين البلدين يصب بمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويساهم في دعم العلاقات البينية الإقليمية بما يخدم مصالح دول وشعوب هذه المنطقة، خصوصاً أن العراق بلد كبير في المنطقة". وقال عراقجي: إن "الحكومة الإيرانية الجديدة تتطلع الی آفاق أوسع من التعاون والتنسيق مع العراق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بسبب وجود أرضية مناسبة جداً لمثل هذا التعاون الذي يمكن أن يكون نموذجاً للعلاقات الإقليمية التي تتطلع للتعاون والأمن والاستقرار". ورأی، أن "وقوف إيران إلی جانب العراق خلال العقدين الماضيين؛ يعكس أيضاً رؤية النظام السياسي في إيران للعراق وسيادته وأمنه من خلال دعمه والوقوف إلی جانبه في محاربة الحركات التفكيرية والإرهابية، ومساندته في تعزيز وحدته الوطنية والحفاظ علی وحدة التراب العراقي واستقلاله". بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن "العلاقات الجيدة التي تربط العراق بإيران هي علاقات استثنائية"، وأن "قيام الرئيس الإيراني بزيارة العراق في أول زيارة خارجية له بعد تشكيل الحكومة، يعكس الأهمية التي توليها إيران لهذه العلاقات والتي تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار، وجعل الحدود الثنائية المشتركة حدوداً للاستقرار والمحبة والصداقة وبوابة اقتصادية وتجارية لرفاه الشعبين الصديقين".
إلی ذلك، اهتمت الصحف الإيرانية التي صدرت أمس الثلاثاء، بالزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني للعراق اليوم الأربعاء، وأشادت مقالات الصحف بالدور الذي لعبه ويلعبه العراق في تطوير العلاقات الإيرانية العربية، مشيرة في ذلك للجهود التي بذلها العراق من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، مبينة أن الزيارة تأتي في الوقت الذي تشهد المنطقة مزيداً من التوتر بسبب حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وحاجة المنطقة إلی تكثيف الجهود لمواجهة الاعتداءات الصهيونية علی جميع دول المنطقة.