الذكاء الاصطناعي يعيد الحياة للراديو

علوم وتكنلوجيا 2024/09/12
...

 ثارين بيلاي

 ترجمة: شيماء ميران


تبنى «وليام جيمس آدامز» المعروف بـ«ويل.آي. أم»، الموسيقي ورائد الأعمال والمستثمر في مجال التكنولوجيا. ويحاول اليوم استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير كيفيَّة استماعنا الى الراديو، إذ أطلق RAiDiO.FYI، وهي مجموعة من محطات الراديو التفاعلية التي تتطرق الى موضوعات مثل الرياضة والثقافة الشعبية والسياسة. وسترحب كل محطة تفاعليَّة بك كضيفٍ الذكاء الاصطناعي “مباشرة من

الأثير”.

يتحدث المضيفون عن موضوعٍ معينٍ قبل تشغيل بعض الموسيقى. على عكس المنتجات الموسيقية السابقة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل DJ AI من Spotify، إذ يسمح RAiDiO.FYI بالاتصال ثنائي الاتجاه، أي أنَّه يمكنك الضغط على زرٍ للتحدث مع شخصيَّة الذكاء الاصطناعي حول أي شيء يخطر ببالك في أي وقت.

يمكن للمحطات الوصول على FYI، وتعني “ركز على أفكارك”، وهو تطبيقٌ للتواصل والتعاون تمَّ إنشاؤه بواسطة FYI.AI عام 2020. تعد كل محطة مشروعاً داخل التطبيق، ويتم تحميل جميع المحتويات بما فيها نص المضيف AI والموسيقى والمقاطع، كرسائل تنبيهية مقدمة بنماذج لغوية كبيرة تابعة لجهات خارجية. تتمتع شخصيات الذكاء الاصطناعي أيضًا بقدرات تصفح ويب محدودة ويمكنها سحب المعلومات من مصادر إخبارية

موثوقة.

يوضح “ويل.آي. أم” لمجلة التايم في اليوم الوطني للإذاعة في اميركا أنَّ هذا هو الفصل الأول، في حين أنَّ فريق FYI.AI أنشؤوا معظم المحطات التسع المتاحة حالياً”، ويشير الى أنَّ الفصل الثاني يتضمن شراكاتٍ مع المبدعين في معظم صناعات الترفيه والإعلام”.

إبرام شراكة من هذا القبيل مع منصة الوسائط Earn Your Leisure بالفعل، للترويج لمؤتمر “مهرجان الاستثمار” القادم للشركة في أتلانتا. في هذا الحدث، يُفترض أن تحل محطة “مُنظَّمة بشكل مفرط” محل الكتيب التقليدي أو البريد الإلكتروني الذي قد يحتوي على جميع معلومات المؤتمر ذات الصلة، مثل ملفات تعريف المتحدثين وتشكيلة الحدث. وبدلاً من ذلك، يوضح “ويل.آي. أم”، يمكن لمنظمي المؤتمر تغذية كل هذه التفاصيل - بالإضافة إلى مزيد من المعلومات، مثل محتوى الخطاب الى محطة الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن التفاعل معها بشكل

مباشر.

يتصور “ويل.آي. أم” فكرة محطة نصية تفاعلية تنطبق على نطاق واسع، بما يتجاوز الراديو والمؤتمرات فقط، ويقول: “يمكن أن يكون التعلم للمعلمين والمدرسين. يمكن أن يكون الكتب للمؤلفين. يمكن أن يكون مقاطع بودكاست لمقدمي البودكاست. يمكن أنْ يكون أي شيء يريده مالك هذا المشروع عندما نتعاون معهم لإنشاء هذه المحطة”، مؤكدًا أنَّ المنصة تخلق إمكانيات جديدة لتفاعل الناس مع المحتوى. “إنه أمر مُحرّر لصانع المحتوى، لأنه من يقرر من سيظهر معه في البث”.

هذه ليست المشاركة الأولى لـ “ويل.آي. أم” في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ بدأ هذا الفنان يستخدم التكنولوجيا لصنع الموسيقى منذ عقود، وبعد التفكير بجدية في هذا الموضوع عام 2004، وتعرف على إمكانياته الخبير بالذكاء الاصطناعي “باتريك وينستون”. وفي كانون الثاني، أطلق برنامجاً إذاعياً على SiriusXM يستضيفه بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي Qd.pi.

كما أنه عضوٌ في اللجنة الاستشارية للثورة الصناعية الرابعة التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي ويحضر الاجتماعات السنوية للمنظمة في دافوس بانتظام لمناقشة كيف تشكل التكنولوجيا المجتمع. عمل سابقاً كمديرٍ للابتكار الإبداعي في شركة تصنيع الرقائق Intel، وفي العام 2009 أطلق مؤسسة i.am Angel لدعم الشباب الذين يدرسون علوم الكومبيوتر والروبوتات في لوس أنجليس حيث

نشأ.

كما يقول “ويل.آي. أم” إنَّ الفيديو الموسيقي لأغنية “Imma Be Rocking That Body” التي قدمتها فرقة Black Eyed Peas في العام 2010 يبدأ بمشهدٍ قصيرٍ يستعرض “ويل.آي. أم” فيه تكنولوجيا مستقبليَّة يمكنها تقليد صوت أي فنان، ما أثار استياء زملائه في الفرقة. أصبحت هذه التكنولوجيا ممكنة اليوم. قد لا تزال شخصيات الذكاء الاصطناعي في FYI تتمتع بصوتٍ مميزٍ لصوت الذكاء الاصطناعي ولديها القدرة على التأثر بالتحفيز، ومع ذلك فهي تقدم لمحة عن المستقبل الذي أصبح موجوداً بالفعل. ولن يمرّ وقتٌ طويلٌ قبل ألا يقتصر الأمر على مضيفي المحطة، بل والموسيقى نفسها التي يتم توليدها بواسطة الذكاء

الاصطناعي.


عن مجلة التايم