النصر على النصر

الرياضة 2024/09/16
...



يوسف المحمداوي


اليوم جميع العراقيين الرياضيين وغير الرياضيين مطالبون بحشد الجهود والوقوف صفا واحدا خلف نادي الشرطة لكونه يمثل الكرة العراقية بتاريخها وإنجازاتها


مباراة نادي الشرطة العراقي مع النصر السعودي، هي إبحار سفينة عراقية وسط محيط متلاطم الأمواج، لما يحتويه ذلك المحيط من حيتان مفترسة، هذا الوصف ينطبق تماما على مواجهة القيثارة الخضراء مع الزعيم النصراوي المدجج برموز الكرة العالمية، على العكس من الأخضر العراقي الذي يتسلح بالروح والغيرة العراقية المعروفة على مستوى القارة الآسيوية، والبطولة العربية للأندية الأبطال التي توّج فيها الأخضر بالمركز الثالث عربيا، ماهي إلا الدليل الدامغ على قوة التحدي التي يحملها ممثل الكرة العراقية في هذا المعترك الآسيوي الذي تتنافس فيه نخبة أندية القارة الصفراء، ولإكمال فرحتنا بالذهب الذي حصدته النخلة العراقية الباسقة « نجلة عماد « التي قالت للعالم بأسره، إن في العراق فقط، اليد الواحدة تصفق، وما يترتب علينا اليوم كجماهير عراقية التجرد التام من التشجيع والتعصب الناديوي والوقوف كحديقة زهور واحدة مهما اختلفت ألوانها، لتعطّر ملعب المدينة الدولي بأريجها، وهذا ما سيمنح ممثل الوطن في هذا المحفل الحافز الكبير لتقديم المستوى الذي يليق براية «الله أكبر»، ويبرهن للجميع أن الكرة العراقية عائدة إلى عرش البطولات بقوة واستحقاق، وهو موقعنا الطبيعي ولا نستجديه من أحد، ونحن أبطال آسيا كمنتخب عام 2007، ناهيك عن بطولات الخليج التي حصدناها أربع مرات، وكنا ملحها في المشاركات، ولا ننسى إنجازات أنديتنا كالشرطة والقوة الجوية والزوراء والطلبة والكرخ (الرشيد) وأربيل والنفط والكهرباء، التي مثلت العراق خير تمثيل في المحافل الآسيوية والعربية، والجميع سواء كانت الجماهير (شرطاوية، زورائية، جوية، طلابية، مينائية، أربيلية، دهوكية، سليمانية، ميسانية، نجفية، أنبارية، موصلية، برتقالية، سامرائية، كركوكلية، ناصرية، سماوية، ديوانية، بابلية، كوتاوية)، تفتخر بأي إنجاز عراقي على المستويين الآسيوي والعربي، سواء جاء من المنتخب الوطني أو من الأندية. 

اليوم جميع العراقيين الرياضيين وغير الرياضيين مطالبون بحشد الجهود، والوقوف صفا واحدا خلف نادي الشرطة، لكونه يمثل الكرة العراقية بتاريخها وإنجازاتها، وعكس صورة نموذجية من التشجيع الحضاري الذي يليق بالخلق الإنساني للمواطن الرافديني الذي علم البشر الكتابة والقانون، لاسيما أن جميع الفضائيات العالمية ستغطي هذا الحدث التأريخي الذي سيكون بوابة لرفع الحظر عن ملاعب عاصمتنا الحبيبة، وعلى روابط مشجعي الأندية البغدادية وروابط جميع مشجعي المحافظات، التجرد من الفانيلة التي تعشق، وأن ترتدي الفانيلة الخضراء مطرزة بالعلم العراقي لرفع راية (الله أكبر) عاليا أمام النصر السعودي، وارتداء الفانيلة الزرقاء في المباريات التي يخوضها القوة الجوية في منافساته الآسيوية، لأن الاعتماد على روابط مشجعي الناديين غير كاف، لا لتقصير منهم أبدا، فهم أهل وقدوة ورفعة في التشجيع، لكن الجميع يؤمن بأن النحلة الواحدة لا تجني العسل، فدعونا اليوم كخلية واحدة نجني العسل وننتشي كعراقيين بفرحة النصر

 على النصر.