القيثارة.. والسعي نحو (النصر)

الرياضة 2024/09/16
...

علي رياح



في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني - عام 1996 وبمواجهة مع الزوراء في الدوحة والتي انتهت بالتعادل السلبي، كانت بداية اللقاءات الرسمية الأربعة التي جمعت النصر السعودي مع أنديتنا عبر التاريخ، فيما كان آخر فريق عراقي يلاقي النصر هو الشرطة وذلك في نصف نهائي بطولة على كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال العام الماضي، لكن رحلته توقفت بخسارة من نقطة الجزاء وكان كريستيانو رونالدو صاحب هدف الفوز الوحيد من ركلة جزاء.

ومما تختزنه مذكرتي وربما لا تدركه في يومنا هذا ذاكرة الكثيرين، أن مواجهة أخرى مميزة واستثنائية جمعت النصر بفريق من العراق كانت في بطولة الصداقة في مدينة أبها خلال شهر آب من عام 2003، وتمثلت المشاركة بالمنتخب الأولمبي الذي كان يجري إعداده لتصفيات دورة أثينا الأولمبية وذلك في أول رحلة لمنتخب عراقي خارج الحدود بعد حرب 2003..

يومها تألق المنتخب العراقي وأصاب جمهور (العالمي) وهو اللقب الشائع لنادي النصر، بالصدمة، إذ تمكنّا من الفوز بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.. حصيلتنا كانت تتويجاً لأداء رائع قدّمه المنتخب في تلك البطولة وخصوصاً في تلك المباراة، وأذكر أن حصاد السفاح يونس محمود من تلك الخماسية ثلاثة أهداف أحرزها في غضون (21 دقيقة)

تنطوي مسافات الزمن ويعود النصر السعودي ليكون طرفاً في بطولة النخبة الآسيوية، ولكن اللقاء هذه المرّة سيكون على أرض بغداد التي يجتاحها شعور الاشتياق للمواعيد الكروية الكبرى، خصوصاً حين يتعلق الأمر بتكرار مثل هذه التجربة مستقبلاً إذا أصبنا قدراً عالياً من النجاح التنظيمي في ملعب المدينة..

في قراءة أولية للمباراة، يخوض (القيثارة) الذي كرّس نفسه بطلاً للدوري العراقي في المواسم الثلاثة المنصرمة، تحدياً من نمط خاص، فهو في مواجهة فريق كبير ومتمرّس ولديه الخبرة الكبيرة في الاستحقاقات العربية والآسيوية، كما أن صفوفه عامرة بنخبة من الأسماء الأجنبية وكذلك السعودية التي ترفع لديه سقف الطموح إلى مستوى السعي لنيل اللقب..

غير أن الشرطة - في الجانب المقابل - يمضي عهد مسيرة من النجاحات على المستوى المحلي غير مسبوقة ولن ننسى أبداً ظهوره المميز في النسخة الماضية من دوري أبطال العرب واقترابه على بعد خطوة من الفصل النهائي، ويومها كان الفريق الأخضر موضع إشادة كبيرة من عموم جماهيرنا الكروية التي تطالبه الآن بصورة مماثلة على الصعيد الآسيوي بعد أن أصبح مُتسيّد الساحة المحلية.

مباراة (النصر) هي خط الشروع لفريق الشرطة وهو يبدأ رحلة نتمناها طويلة وحافلة بالنجاحات تتكلّل بصور زاهية تضاهي تلك الصور التي تركها آليات الشرطة في أول مشاركة على صعيد الأندية الآسيوية عام 1971 وكان البطل الحقيقي غير المُتوَّج في تلك النسخة..

لدينا الطموح والأمل وقبلهما لدينا الثقة في أن القيثارة سيعزف على أوتار (النصر) وسيُدشّن ظهوره الآسيوي في ملعب المدينة بأداء متفوق ونتيجة مرضية تغذي خطاه في أهم البطولات الآسيوية على مستوى الأندية.. وقناعتي أن الشرطة لن يخيّب القناعات والآمال وسيكون استهلاله المشوار إيجابياً ومُفرحاً.