المدارس.. هواجس أموميَّة

ولد وبنت 2024/09/23
...

 بغداد: نوارة محمد

 تصوير: مصطفى الجيزاني


يبدو القلق على محيّا هيام وهي تقف بباب المدرسة انتظاراً لابنتها (تيما) في الصفّ الثالث الابتدائي، ورغم الحرارة المرتفعة إلّا أنَّ الأمَّ الشابة تحضن حقيبة يدها الكبيرة وبيدها قنينة ماء متطلعة بصبر إلى باب المدرسة الوردي. 

تقول هيام: «الأيام الأولى من بدء العام الدراسي تجعلني متوترةً ومرتبكة ورغم أنَّ هذا الأمر ليس بجديد عليَّ إلّا أنني أفشل دائماً في التخفيف عن نفسي وتراني أنغمس أكثر في التحضيرات وأقوم بإجراء تغييرات على مسؤولياتي البيتية من أجل توفير الجوّ المناسب لتيما».

وتضيف، «أجواء الدراسة تعد تربية وأسلوب حياة وأنا أحرص على أن تعتاد ابنتي على حبّ المدرسة والتقدّم في مشوارها العلمي لتحقق ذاتها ونفرح بتفوقها».

هذا ما قالته أيضاً السيدة بسمة التي تقف على بعد من هيام وبيّنت، «أحتاج إلى أسبوعين كي أحكم السيطرة على أولادي وبيتي خاصة أنَّ لدي ثلاثة أبناء في المدارس وهذا مرهق كثيراً لكنه يُشعرني بالسعادة».

وتتابع، «أختي تسكن في شقة فوقي وهي لم تُنجب لذلك هي تساعدني كثيراً في متابعة الأولاد حين ترتبك أموري، ورغم كلِّ هذا تنتابني الخشية من الفشل».

وترى بسمة أنَّ خلق أجواء سليمة للدراسة قضية لا تقلّ صعوبة عن متابعة دروس الأولاد وتحضير ملابسهم وطعامهم، وتقول: «أتابع كلَّ شيء بدقة وحرص إلى درجة أنني استخدم دفتر ملاحظات أسجِّل فيه انطباعاتي عن سير التدريس والأفكار التي تراودني بشأن امتحانات الأولاد كي أضمن تفوّقهم».

آلاء سيدة في الثلاثين من عمرها وأم لطفلتين تقول إنها على تواصل دائم مع المدرسة وكادرها التدريسي واعتادت في السنوات الماضية أن تسأل المدرسات عن رأيهنّ بابنتيها وتقول: «لا أريد أن أشعر بالخيبة لذلك أقدم ما في وسعي كي يمرَّ العام الدراسي بسهولة 

وينتهي بنتائج جيدة».

وتجد آلاء أنَّ هناك الكثير من الضغوطات على الأمهات خاصة مع وجود أسرة كبيرة ومسؤوليات أخرى تتقاطع مع متابعة أمور الدراسة. وتقول: «في العام الماضي واجهت أزمة مرض زوجي وتطلب الأمر السفر للعلاج ولكنني تخطيت الأزمة واستطعت السيطرة وحققت ابنتي الكبرى تفوّقاً كبيراً. لا بد من نظام صارم في مسألة الدراسة لضمان تحقيق نتائج جيدة».