ترجمة: سلام جهاد
تمت إعادة قطعة أثريّة آشوريّة قديمة سُرقت من أحد أهم المواقع الأثريّة في العالم إلى العراق بعد 22 عامًا من التخزين من قبل الشرطة في لندن. لعب المتحف البريطاني دورًا محوريًا في إعادة اللوحة المنحوتة التي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
هذا النقش البارز الحجري الرائع، يصور جنيًا مجنحًا يزيّن القصر الشمالي الغربي الرائع في نمرود، عاصمة الإمبراطورية الآشورية القديمة، والتي تعتبر مهد الحضارة العالمية.
تم هدم الموقع الواقع على نهر دجلة في العراق الحديث، ونهبه مرارًا وتكرارًا في عام 2014 من قبل إرهابيي تنظيم داعش الذين نددوا بالفن والعمارة ما قبل الإسلام باعتبارهما وثنيين.
تم التنقيب عن اللوحة في نمرود في أوائل السبعينيات واختفت في فوضى التسعينيات، بعد أن أشعلت نهاية حرب الخليج شرارة غزو نظام صدام المباد للكويت. ومن عجيب المفارقات أن سرقتها ضمنت بقاءها. كما تم تدمير النقوش البارزة الأخرى التي بقيت في الموقع.
وقال الدكتور سانت جون سيمبسون، كبير أمناء الشرق الأوسط وعالم الآثار في المتحف البريطاني: "إنها أكبر قطعة أثريّة يُعتقد أنها أعيدت إلى العراق في السنوات العشرين الماضية، وهي مهمة للغاية لأنها ذات أصل مثالي ". باعتبارها منحوتة حفرها عالم آثار عراقي في عاصمة آشور التي دمرتها الدولة الإسلامية بشدة، فقد أضافت قيمة
رمزيَّة".
وأجريت أولى الحفريات الكبرى في نمرود في منتصف القرن التاسع عشر، برئاسة أوستن هنري لايارد، وهو سياسي ومؤرخ إنجليزي.
تم اِحضار العديد من الاكتشافات إلى المتحف البريطاني، حيث لا تزال معروضة. كما تحتفظ مؤسسات أخرى في جميع أنحاء العالم بأشياء من نمرود. ولم يتم الكشف عن تفاصيل الفرد الذي حصل على نقش الجني في لندن.
تم التعرف عليه لأول مرة في خريف عام 2002 وصادرته شرطة العاصمة التي احتفظت به منذ ذلك الحين. والسبب وراء التأخير في إعادته إلى العراق غير واضح.
تم تسليم النقش إلى السفارة العراقيَّة في لندن الأسبوع الماضي بحضور موظفي المتحف البريطاني كشهود خبراء للحكومة العراقيَّة. وحضر الحدث وحدة الفنون والآثار التابعة لشرطة العاصمة. وفي حديثه في الحدث، قال محمد جعفر الصدر، سفير العراق لدى المملكة المتحدة، إن "الأهمية التاريخيّة الهائلة" للوحة لم تزد إلا بعد تدمير موقع قصر
نمرود.