المرور تؤكد: المعالجات أعطت ثمارها

ريبورتاج 2024/09/26
...

 صباح الخزعلي
 تصوير: أحمد جبارة


باتت معضلة الزحامات في شوارع مدينتنا الحبيبة بغداد مشكلة المشكلات التي تواجه مستخدمي الطريق من الموظفين والكسبة وعموم المواطنين المنزعجين دائماً من الذين يراجعون الدوائر لإنجاز مختلف المعاملات، ومع أن الدولة وضعت حزماً من الإصلاحات ومنها تشييد الجسور والمجسرات وحفر الأنفاق وتعريض بعض الشوارع، وفتح شوارع مغلقة، إلا أن هذه الإجراءات لم تقض تماماً على معضلة الاختناقات المرورية لأسباب عديدة، منها الزيادة بأعداد السيارات، وعدم وجود شوارع جديدة، وأسباب أخرى متعددة مع أهمية نصب كاميرات المراقبة.
توعية وتنظيم
سنان عدنان أوضح لـ (الصباح): أن الحلول المقترحة للتخفيف من حدة الزحامات المرورية هي العمل على تطوير وسائل النقل العام لجعلها أكثر كفاءة وجاذبية للمواطنين، وذلك من خلال زيادة عدد الحافلات وتحديثها، وإنشاء خطوط مترو جديدة، إضافة إلى تحسين خدمات النقل العام بشكل عام، والعمل على تحسين البنية التحتية للمواصلات، وذلك من خلال توسيع الطرق وإنشاء جسور جديدة، وعبر تحسين تقاطعات الطرق، وبناء مواقف سيارات كافية، وتنظيم حركة المرور بشكل أفضل.
وأضاف، أن"هناك حلولاً أخرى لتخفيف الزخم المروري كاستخدام أنظمة ذكية للتحكم بالإشارات الضوئية، وتشديد الرقابة على مخالفات المرور، ونشر الوعي المروري بين المواطنين وكذلك تشجيع استخدام وسائل النقل البديلة، مثل الدراجات الهوائية والمشي، وذلك من خلال إنشاء مسارات مخصصة لهذه الوسائل، وتوفير حوافز لاستخدامها". مؤكداً أن"نصب الكاميرات مفيد، ويعد تجربة حضارية ناجحة تسهم في مراقبة الطريق والحد من المخالفات".

تخفيف الزخم السكاني
بداي نشتر بدوره أكمل ما بدأ به عدنان حول الكاميرات وفوائدها، حيث بين أن نصب الكاميرات فيه فوائد إذا استخدم بشكل صحيح، وخصوصاً في الطرق السريعة والمناطق التي تشهد اختناقات مرورية كثيرة، وبتجربتها التي لم يمض عليها الكثير كانت رادعة للمخالفين".
ويشير نشتر إلى أن "حل اختناقات الشوارع لا يخص المرور وحدها، بل إن جميع الدوائر لها دور في ذلك، إذ إن الحل يحتاج إلى خطط قصيرة وأخرى طويلة، وهذه مهمة كل مفاصل الدولة، مثل إقامة مدن صناعية وإدارية وزراعية، مستقلة، وتخفيف الزخم السكاني الكبير في العاصمة بغداد، ومنع استيراد السيارات لسنوات عدة، وتسقيط أكثر من موديل من السيارات".

تجارب ناجحة
مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة العقيد حيدر محمد الوائلي قال في حديث خص به (الصباح): إن "توجيهات الحكومة العراقية ووزير الداخلية بالعمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة، والنظام المروري الذكي في ما يخص نصب الكاميرات والرادارات في بغداد والطرق السريعة في المحافظات،  كان لها دور فاعل وإيجابي للحد من المخالفات التي تتوزع بين سلك الطريق الأيسر واخفاء معالم اللوحة وحزام الأمان، فضلاً عن تجاوز السرعة المقررة واستخدام الهاتف النقال، وتقليل الحوادث المرورية بشكل كبير". مضيفاً أن "هناك توجيهات وأعمالاً في مراقبة الطريق من المنافذ الحدودية وإلى مدينة كربلاء المقدسة في زيارة الأربعين، وأسهمت المجسرات بالحزمة الأولى في التخفيف من الاختناقات المرورية، ووفرت انسيابية جيدة في عدد من الطرق التي كانت مزدحمة، ومنها مجسر الشالجية وقرطبة وقناة الجيش، وننتظر إكمال بقية المشاريع لتسهم كذلك في التخفيف من الاختناقات المرورية في جانبي الرصافة والكرخ".

دور القطاع الخاص
مدرب التنمية البشرية ليث كاظم البدن أوضح: أن هنالك مقترحات عدة لمعالجة الزخم المروري في بغداد، ومنها ادخال القطاع الخاص للاستثمار في قطاع النقل العام للمشاريع التي لا يمكن تنفيذها من قبل الحكومة، لكونها تحتاج إلى موازنات كبيرة، كذلك إنشاء الطرق الحولية حول بغداد وبين بغداد والمحافظات والتي يكون المرور من خلالها بمبالغ رمزية لا تتجاوز (1000) دينار لكل مركبة مثلاً، لضمان إدامتها وصيانتها بشكل مستمر مع بقاء الطرق القديمة المجانية".
ويشير البدن إلى أن"إنشاء المترو والقطارات السريعة المعلقة والأرضية داخل بغداد وبين بغداد والمحافظات، وإنشاء طرق خاصة لوسائط النقل العام التي يجب ألا يمر بها إلا تلك المركبات لتكون حركتها بانسيابية وجذب أكبر عدد من المواطنين لاستخدامها، لكونها سريعة الوصول إلى مقصدها، حيث تكون أجورها رمزية مقارنة بالمركبات الخاصة، واستخدام الطرق الحالية بطريقة (one way) أي تكون الشوارع كلها ذهاب فقط، وتكون هنالك شوارع كلها عودة فقط وهي طريقة مستخدمة في بعض الدول الأوروبية لتخفيف حدة الازدحام، فضلاً عن إنشاء طرق معلقة على الطرق الموجودة حالياً مثل طريق القناة ومحمد القاسم، مع إضافة بعض التحويرات الإضافية لتكون مناسبة للغرض".

مقترحات
الموظف مثنى خميس أكد أنه من دون شك أن الزحامات المرورية في كل مكان تكاد تكون المعضلة الرئيسة التي يواجهها المواطنون في أنحاء العاصمة بغداد، ولم يجد القائمون على الدوائر الخدمية والخبراء والمستشارون أي حل نهائي لهذه المعضلة مع أن غالبيتهم زاروا بلداناً أوروبية وآسيوية وأفريقية وشاهدوا الانسيابية في الطرق وحركة المرور، لذا فنحن نحتاج إلى جملة من الإجراءات لنقضي بها على الزحامات المرورية ومنها على وجه التحديد تسقيط السيارات القديمة وإيقاف الاستيراد والعمل بنظام الفردي والزوجي، وتفعيل النقل الجماعي، وفتح طرق حولية جديدة، لأن شق الأنفاق وإنشاء الجسور والمجسرات لا يكفيان لحل هذه الأزمة التي أصبحت عبئاً على المواطنين والموظفين". مبيناً ان نصب كاميرات يواكب التطور الحاصل في مجال المرور عالمياً، لتعقب المخالفات ومحاسبة من يسيء استخدام الطريق ويتجاوز على الأنظمة
والقوانين".