{البرحي} يتحدى سوسة النخيل والمستورد

ريبورتاج 2024/10/08
...

  عمار عبد الخالق
  تصوير: احمد جبارة


تمثل النخلة البصرية جزءا من هوية البلد وقيمته الحضارية، ولذلك يسمى "أرض النخيل"، لأنه مصدر للتمور ويحتل مراكز متقدمة بين البلدان العربية وحتى العالمية، لكن شح المياه والحروب وغياب السلطة الحكومية، فعل فعلته على تلك الأرض السامية والساحرة بالبرحي والأنواع الأخرى، ما أدى عزوف فلاحي البصرة بعدم التوجه للزراعة، وممارسة تلك المهنة الشاقة في آن واحد، بسبب خساراتهم التي تصل 25 مليون وأكثر في كل عام بالرغم من تلك الخسائر المادية الكبيرة.
الأّ أنّ البستاني لا يقف مكتوف الأيادي، فهنالك مُشاريع أستثمارية أهلية تبحث عن استرجاع "عمتهم النخلة " إلى الأسواق المحلية، ومن ضمن هذه المشاريع الاستثمارية الكبيرة هو مشروع البصرة في مزرعة الفلاح أبو عايد الفضلي من قضاء الزبير، التي تحتوي على 1500 نخلة من نوع "برحي".
في سؤال "الصباح" هل العراق قادر على مقاومة التمور المستوردة في ظل انتشار سوسة النخيل والبيئة الصحراوية؟ الطريقة النسيجية ستحل أزمة التمور في المزارع البصرية؟.
بيئةٌ صحراويَّة
يرى أبو عايد الفضلي، أن كل أصناف النخيل غير قادرة على الانتاج في مزارع البصرة، إلا صنف البرحي، بسبب البيئة الصحراوية المدمرة وانفتاح سوق المستورد على مصراعيه بين المنتوج السعودي والكويتي، ومن جانب آخر أن آفة سوسة "النخيل" قد أنهت حياة المزارعين، لكن مقاومتهم المستمرة بسبب عشقهم للزراعة لا أكثر، فعمتهم النخلة صارت غير منتجة لهم وتسبب خسائر فادحة.
يقول الفضلي، إن مزرعتي تمتلك 1500 نخلة برحي، ولا يمكن توقع أبداً أن نعوض المبلغ الذي كافحنا به سوسة النخيل أو شراء الفسائل بسبب الأرض المالحة التي تصل إلى 8000 bbm. ، والسعر للكيلو الواحد في الأسواق المحلية لا يتجاوز 7 أو 8 آلاف عكس الموسم السابق، الذي وصل إلى 15 ألف دينار في مزاد التمور، وهو أعلى سعراً مقارنةً بأنواع الأخرى بين الچبچاب والخضرواي والشكر والعويدي الذي  لا يتجاوز سعره 1500 دينار.

منع الاستيراد
يقول مدير قسم النخيل في محافظة البصرة عبد العظيم كاظم العيداني: إن عملية الإنتاج في الحقل يجب أن تكون الثمار ذات جودة ونوعية عالية جدا، ومن ثم ننتقل إلى عملية التصنيع التي تأتي هي بمراحل الغسل والتعبئة وعملية التعفير، وبورصة التمور العراقية تحتاج إلى عقد ورشات وصفقات خاصة بين الدول العربية والعالمية.
ويضيف العيداني، يوجد في القانون العراقي فقرات تمنع استيراد النخلة أو أجزائها وخصوصا التمور المستوردة، من الخارج، وبالتالي يمكن الحفاظ على محور من محاور الاقتصاد العراقي.
وأشار العيداني إلى أن سوسة النخيل الحمراء من الحشرات الضارة جدا للنخيل، حيث إن هذه الحشرة تقوم بالتغذية على ألياف جذع النخلة مما تؤدي إلى انكسار الشجرة وموتها، وحقيقة مكافحتها صعبة جدا، لأنها  داخل جذع النخلة ما تسبب خسائر مالية ضخمة على كاهل المزارع.
ويبيّن العيداني، أن زراعة الأنسجة النباتية هي من التقنيات المتطورة جدا في عالم الزراعة وخصوصاً زراعة النخيل، حيث إن العالم تماشى مع خطوات كبيرة جدا في اكثار النخيل بالطريقة النسيجية، وهنالك تجارب عدة في العراق وفي محافظة البصرة ومنها مزرعة الفلاح أبو عايد الفضلي.
مأوى المائدة
يرى المواطن حسين عبد الله، أن ثمرة النخيل ومذاقها اللذيذ لا يُقارن بكل تمور العالم، بسبب أرض العراق عاشقة، والعشاق يطعمون أولادهم بنكهات مُختلفة مثل البصرة ومناطقها، التي تهوى وتحلم وتثمر الفسائل أو المحافظات البقية بين تجربة وأُخرى، لذا أقول إن تمرة البرحي هذا الموسم سامقة بجمالها المذاقي، على الرغم من أن خواتها قد ماتت عطشناً بسبب الملوحة أو تيارات الهواء الحار الصيفي، الذي أذبل جدائلها لكنها كانت مأوى للمائدة بشكل جيد.
ويبيّن البائع كاظم كنطور، أننا نحتاج إلى رعاية شاملة حكومياً لتنتج مزارعنا أطنانا من التمور المحلية وبخطوات بسيطة أن تتوفر مساحات واسعة للزراعة وجود كميات من المبيدات الحشرية ومعالجة المياه وفق آليات حديثة ومتطورة تساعد على سقي التربة وفسائلها المختلفة وأصنافها، لنقطف ثمار
هذا المخطط الهيكلي الخاصّ بالزراعة.
إن الأسواق في البصرة تتراجع بالنسبة للتمور في كل عام بسبب تصدر التمور المستوردة، وهذا يعني أن الاتفاق على غلق المنتوج القادم عبر المنافذ متاح والسوق السوداء تتعامل بها، أما التمرة الخصيباوية تقف على المحك دون جدوى تحاول أن تنافس لكن ما باليد من حيلة.