المعلم.. قبسٌ سرمديٌّ لا تنطفئُ جذوته

ريبورتاج 2024/10/10
...

 قاسم موزان
 تصوير: احمد جبارة

حسب توصية منظمتي اليونسكو والعمل الدولية، يحتفل العالم بيوم المعلم الموافق الخامس من تشرين الأول من كل عام، لتسليط الضوء على أوضاع المعلمين والسياسات التربوية، ذات العلاقة بالتوظيف والتدريب، فضلا عن الظروف المحيطة بالعاملين في حقل التربية والتعليم.
 وبلا شك فإن مرتكزات التعليم، مثل المعلم، التلاميذ والمناهج، والأبنية المدرسية وغيرها، تعاني من مشكلات، فرضها الواقع المعاش ومنها ظروف البلد، إلا أن هناك خطوات إيجابية من قبل وزارة التربية، لتحسين جودة التعليم وتذليل الصعاب للارتقاء بالأنموذج التربوي والانتقال به إلى مصاف الدول المتقدمة.
تقديرٌ وتقييم
 في هذا الصدد أوضح  الباحث التربوي في تربية ديالى نبيل ابراهيم الزركوشي، أن يوم المعلم العالمي جاء من أجل تقدير وتقييم وتحسين ظروف المعلمين في جميع أنحاء العالم، فضلا عن إتاحة الفرصة للنظر في القضايا والأزمات التي تواجههم والعمل على حلها، اذ لا يولد الإنسان متعلماً، لذا تأخذ المدرسة على عاتقها هذا الدور، فنصبح اشخاصا مسلحين بالعلم، قادرين على مواجهة ظروف الحياة.
وأضاف، أنه "على الرغم من التطور التكنولوجي، لكن لا يمكن الاستغناء عن الدور المعلم في العملية التربوية، لكون المعلم يعد حلقة الوصل بين مرتكزات المنظومة التربوية، التي هي إضافة إلى المعلم، المنهج والطالب، وبعدم وجوده تنهار العملية التربوية.

جودة التعليم
بينما قال المعلم حسين الحمداني: إن معايير تقدم جودة التعليم يشكل المعلم ركيزتها الأساسية، بوصفه المنفذ الأول لما موجود في المنهج الرصين من جهة، ومن جهة ثانية إجادته التعامل مع التلاميذ، والوصول إليهم بشتى الطرق، رغم الفروقات الفردية بينهم. وهذا يتطلب أن يكون إعداد وتدريب المعلم يتناسب مع تطور العالم على مختلف الأصعدة، ونجد أن عملية التدريب للمعلم تفتقد للرصانة، خاصة أن عملية تغيير المناهج تتطلب تدريبا مسبقا، لكننا نجد ذلك يأتي متأخرا.
 ولفت إلى أن "الجانب الآخر الذي يتمثل بحماية المعلم، ولا يقصد هنا الحماية الأمنية فحسب، وإنما بتوفير السكن والتأمين الصحي، وقبلها توفير بيئة مدرسية صالحة في مدارس متكاملة، من حيث المختبرات والمكتبات وغيرها".

رقي الانسان
بينما أكد التربوي خلدون سالم النيساني من سنجار على أن دور المعلم لا يقتصر على نقل المعرفة فقط، بل يمتد إلى تحفيز العقل وتنمية القدرات لدى الطالب، فهو الأب الثاني المربي له، نقدر جهود المعلم ونعتز بعمله الرائع، فهو الركيزة الأساسية لبناء مجتمعات قوية ومتعلمة. بينما شكر النيساني جهود المعلم في سبيل التعليم ورقي الإنسان.

حماية المعلم
من جانبه وصف المشرف التربوي كامل النميري، المعلم بأنه هو الحلقة الرئيسة من حلقات سلسلة التعليم، إضافة إلى التلميذ والمنهج والبناية، وكان أغلب المعلمين فيما سبق لا يستطيعون إعالة أسرهم، بسبب رواتبهم المتدنية، ما اضطرهم للعمل الخاص بعد انتهاء الدوام الرسمي، وهذا يبعد المعلم عن المطالعة ومواكبة التعليم والتعلم النشط.
 ولفت النميري إلى أنه بعد تغيير النظام السابق، لم يستوعب الناس معنى الحرية، فأصبح المعلم هدفا لأولياء أمور التلاميذ، بل من التلاميذ أنفسهم، فهناك اعتداءات يومية تطول الأسرة التربوية، وبلا رادع من قبل الدولة، التي تأخرت بتنفيذ فقرات قانون حماية المعلمين، الذي يكفل الضمان الصحي والاجتماعي، وحماية أمنية من الاعتداء وتوفير سكن يليق بمكانته.

معالجات
بينما ركز يحيى رمضان حمادي، مدير متوسطة ناظم شاكر على جودة التعليم، بوصفها شرطا اساسيا مهما في إنجاح العملية التربوية، وإنضاج المستوى العلمي، بحيث يعطي ثمره بشكل سلس وانسيابي، وتعتمد قوة التعليم على المعلم، لكونه أداة بشرية لإيصال المعلومة، والطالب كمتلق والمدرسة كحاضنة للجميع، وكل هذا الخليط يتطور بشكل تدريجي، من خلال الدورات التأهيلية والمستمرة للمعلم ورفده بالمعلومة الجديدة والحية، لكي يكون جاهزا لإيصالها للطالب، وبما أن المناهج متغيرة، خصوصا في السنوات الحالية، لذا وجب أن تكون الدورات مستمرة، وهذا ما نفتقده في عملنا التربوي، إضف لذلك تهالك البنايات والوسائل التعليمية، ما أدى إلى تراجع المستوى التعليمي وانخفاض في مؤشرات التقدم والنجاح المطلوب، يجب أن يتم من خلال تجهيز وتهيئة كل السبل وإعطاء الدوافع الكاملة.

تقدم الأمم
بدوره أشاد المعلم المتقاعد حبيب جنيح الغزي بالمعلم، وقال: "تتقدم الدول بعضها على بعض، من خلال العلم والعمل، وإن التربية والتعليم قوامان للحياة فلا بقاء لها إلا بهما، ولا تزدهر الا ببقائهما"، مستدركا "تحية لحملة رسالة العلم والمعرفة الذين لهم في رقابنا الفضل والمنّة، بما نعجز عن اداء شكره، اللهم اغننا بالعلم وزينا بالحلم".
النهج الرصين وفي السياق ذاته، اكد مدير مدرسة سابق في قضاء المجر علي العقابي، أن المعلم يشكل الركيزة الأساسية بالتعليم، بوصفه المنفذ الأول لما موجود في المنهج الرصين من جهة، ومن جهة ثانية إجادته التعامل مع التلاميذ، والوصول إليهم بشتى الطرق رغم الفروقات الفردية بينهم، وهذا يتطلب أن يكون إعداد وتدريب المعلم يتناسب مع تطور العالم، اما الجانب الآخر فهو توفير بيئة مدرسية صالحة في مدارس متكاملة من حيث المختبرات والمكتبات وغيرها.