تصوير: احمد جبارة
اختار والي بغداد نامق باشا سنة 1861 ضفة نهر دجلة من جانب الرصافة ليبني قشلة بغداد لتكون مجمعاً لمقر الولاية ودوائرها فضلاً عن ثكنة عسكرية وجاء اختيار نامق باشا للمكان كونه من رموز الدولة العباسية ويحتوي الموقع على قصور ودواوين أُسست لشهرة بغداد المدورة. لم يوفق نامق باشا في إنهاء مشروعه وجاء بعده المصلح مدحت باشا سنة 1869 ليأخذ على عاتقه إكمال مشروع القشلة ووفر لها كل الإمكانات المادية. وأمر مدحت باشا بتهديم أجزاء من سور بغداد الشرقي وذلك لانتفاء الحاجة إليه، وتم نقل كميات كبيرة من حجارة ذلك السور للإفادة منها في إكمال بناية القشلة التي أصبحت بعد إنجازها، مقراً للوالي وقائد الجيش وبقية موظفي الولاية الآخرين.
من أهم ملامح القشلة برج الساعة الذي بقي مشغولاً ومستعملاً منذ نشأته حتى وقتنا الحاضر، غير أن وظائفه تغيرت بتوالي الأحداث، فقد رفع العلم البريطاني فوق برج الساعة عام 1916 مثلاً ثم استعمل المبنى عام 1917 مسكناً للضباط الإنكليز وعوائلهم، وتوِّج الملك فيصل الأول في ساحة المبنى عام 1921.
وساعة القشلة، هي من الساعات الميكانيكية الضخمة، التي تعمل بالتوقيت اليدوي عبر مفتاح حديدي كبير الحجم، حيث يقوم الساعاتي المكلف بإدارة وصيانة الساعة بالصعود إلى برجها عبر 72 درجة للقيام بتوقيت الساعة (تكويك) حيث تستمر تعمل لمدة 10 أيام وهكذا دواليك.
وتعد القشلة اليوم ملتقى للكثير من زوار شارع المتنبي، ومكاناً لإقامة النشاطات الثقافية والاجتماعية والمعارض الفنية وهي واجهة بغداد الحضارية ووجهها الجميل.