نشوة نتنياهو تغرق في وحول التوغّل البري

آراء 2024/10/14
...

  د.نازك بدير

منذ بدْء محاولات الغزو البرّي،، حتّى تاريخ كتابة هذه المقالة،، يتكبّد العدوّ الإسرائيلي خسائر فادحة في صفوف ضبّاطه وجنوده وعتاده،، وتخفق قوّات النخبة في التسلّل بضعة أمتار إلى القرى الواقعة عند الحافّة الأماميّة في الجنوب اللبناني. قبل حوالي شهر ونصف،، حذّر أعضاء في الكنيست (عميت هاليفي،، وزئيف إلكين،، وأوهاد تال)رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من "فشل مأساوي" إذا ما أقدم الجيش على التوغّل البري في لبنان. ورد في الرسالة السريّة إلى رئيس الوزراء والى وزراء الحكومة "بحسب المعلومات التي بحوزتنا،، فإنّ تنفيذ خطّة العمليّات التي أعدّها الجيش،، قد تقود إسرائيل إلى فشل مأساوي له عواقب غير مسبوقة،، ورؤساء الأجهزة الأمنيّة مخطئون بشدّة في فهْم استراتيجيّة العدوّ" (في إشارة إلى حزب الله).
حتّى هذه اللحظة، لم تنفع نتنياهو الترسانة العسكريّة،، والأسلحة الفتّاكة،، والتكنولوجيا الذكيّة في تحقيق ما يصبو إليه:
1 -  العجز عن إعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلّة: على العكس من ذلك،، تتضاعف أعداد النازحين من حيفا بفعل الصواريخ والمسيّرات.
2 -  صلابة المقاومين وثباتهم: ظنّ العدوّ أنّ اغتيال الأمين العام السيّد حسن نصرالله وقادة ميدانيين سيؤدّي إلى إضعاف الحزب،، وتاليًا سيمهّد عملية الاجتياح البرّي،، لكن ما لا يدركه الإسرائيلي أنّ المقاومين هم أبناء مدرسة روحيّة متكاملة نهجًا وفكرًا وسلوكًا،، وعقيدة ثابتة لا تتزحزح مهما بلغت التضحيات.
3 - إخفاق القوّات الإسرائيلية في التوغّل بضعة أمتار: وفاقت خسائره 35 قتيلا و200 جريحا من نخبة الضباط والجنود،، وعجز عن سحب آلياته المدمرة التي احترقت على الهواء مباشرة في الناقورة وغيرها من البلدات الحدوديّة.
4 -  الرهان على اختراق شبكة الاتصالات وتفجيرات البيجر واللاسلكي لم "يعطّل" منظومة الاتصالات على الجبهة الأماميّة: خير دليل على ذلك أنّ المواجهات الملحميّة أجبرَت المحلّلين الإسرائيليين على الاعتراف أنّ قواتهم تورّطت في الوحل اللبناني،، ولم تتعلّم من الحروب السابقة. فضلًا عن العمليات المستمرّة على الداخل المحتلّ بالصواريخ،، والمسيّرات،، وثمّة "ما هو أبعد منهما".
5 - فشل العدوّ في تفكيك البيئة الحاضنة: كلمّا أصابتها ضربة،، ازدادت لُحمةً،، وثباتًا،، وتماسكًا،، وإصرارًا على المضيّ قدمًا في هذه المسيرة.
مهما حاول الاحتلال التعمية عن خسائره،، ومهما كابدت بعض وسائل الإعلام لخوض هذه الحرب الهمجيّة إلى جانبه،، وأيًّا تكن النتائج،، لكن،، الثابت في الخواتيم،، أنّ التراب يلفظ العملاء والخونة،، وستزهر الأرض بأبنائها،، ولو بعد حين.

كاتبة وباحثة لبنانيّة