"الصباح" تستعرض خطوات الحكومة وشبكة الإعلام في توظيف الذكاء الاصطناعي في "قمة أورومتشي للإعلام"

بانوراما 2024/10/15
...

  أورومتشي: احمد العبيدي

اختتمت في مدينة أورومتشي الصينيَّة يوم أمس الاثنين، القمة العالميَّة السادسة للإعلام، بمشاركة (208) إدارات إعلاميَّة وحكوميَّة من (106) دول ومنطقة حول العالم، وشاركت «الصباح» فيها. 

وحضر المؤتمر أكثر من (500) ممثل من المنظمات الدوليَّة والمؤسسات الأخرى. 

وتمَّ إصدار «بيان أورومتشي» لقمَّة الإعلام العالميَّة السادسة، وجاء فيه، أنه مع موضوع (الذكاء الاصطناعي والتحوّل الإعلامي)، أجرى الممثلون المشاركون تبادلات مكثفة ومتعمقة بشأن خمسة موضوعات، وقاموا بتحليل الفرص والتحديات التي جلبها التطوّر السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لصناعة الإعلام في العالم». 

وناقش المشاركون دور وسائل الإعلام في الثورة التكنولوجيَّة والأدوار والمسؤوليات في الذكاء الاصطناعي، ومناقشة كيفيَّة تعزيز ذلك.

ونصَّ البيان الختامي على أنَّ الممثلين الحاضرين في الاجتماع أشاروا إلى أنَّ التطوّر السريع الحالي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العالميَّة كان له تأثير عميق في التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة لمختلف البلدان وتقدّم الحضارة الإنسانيَّة، وفي الوقت نفسه، تجلب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا مخاطر وتحديات مختلفة يصعب التنبؤ بها.

ورأى الممثلون الذين حضروا الاجتماع أنَّ حوكمة الذكاء الاصطناعي مرتبطة بمصير البشريَّة جمعاء، وهي قضيَّة مشتركة تواجهها البلدان في جميع أنحاء العالم، ومن الملحِّ إجراء مناقشات متعمّقة وبناء التوافق واغتنام الفرص والتغلب على التحديات معًا، إذ يجب على وسائل الإعلام العالميَّة بناء جسر تواصل للمجتمع الدولي لفهم الفرص والتحديات التي ينطوي عليها تطوير الذكاء الاصطناعي والاستجابة له.

ورأى الممثلون الذين حضروا الاجتماع أنَّ وسائل الإعلام العالميَّة يجب أن تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة بشكل عقلاني، وابتكار نماذج جمع ونشر الأخبار، وتسريع التحوّل الذكي والرقمي، وسرد قصَّة الذكاء الاصطناعي الذي يمكّن التنمية المستدامة، وتعزيز الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية العالميَّة بشكل أفضل وتعزيزها، لرفاهيَّة الإنسان وخلق مستقبل ذكي أفضل لدول العالم.

واعتقد المشاركون أنه في مواجهة التطوّر السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يجب على وسائل الإعلام العالميَّة الالتزام دائمًا بالأخلاقيات الصحفيَّة والمعايير المهنيَّة، ونشر معلومات إخباريَّة حقيقيَّة وموضوعيَّة وشاملة وعادلة للجمهور، ومقاومة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتلفيق الأخبار الكاذبة ونشر السلوكيات والحفاظ على هيبة وسائل الإعلام ومصداقيتها.

ونصَّ البيان على أنَّ المشاركين يعتقدون أنَّ هذه القمَّة العالميَّة للإعلام ستعزِّز وسائل الإعلام العالميَّة لبناء توافق واسع النطاق، وتعميق التبادلات والتعاون، ومساعدة البلدان في جميع أنحاء العالم على تبادل نتائج تطوير الذكاء الاصطناعي، والسير على طريق التنمية عالية الجودة، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشريَّة وبناء مجتمع أفضل.

وتعدّ القمَّة الإعلاميَّة العالميَّة منصَّة عالميَّة مهمَّة للتبادل والتعاون الإعلامي الرفيع المستوى. 

واشتركت في استضافة هذه القمَّة وكالة أنباء شينخوا وحكومة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتيَّة الحكم.

وأكدت جريدة «الصباح» خلال مشاركتها في القمَّة أنَّ «المشاركة فيها تجسِّد حرص شبكة الإعلام العراقي التام على ضرورة العمل الجاد للاستفادة بالشكل الأمثل من النشاطات الجديدة في مختلف المجالات والاختصاصات، خاصَّة مع التطور التقني والتكنولوجي الذي يشهده العالم».

وأضافت أنَّ «العراق كونه جزءاً من العالم يتأثر ويؤثر مع كلِّ جديد، ويُعدّ الذكاء الاصطناعي في مقدِّمة التحولات العالميَّة الهائلة التي تفرض علينا جميعاً التعاطي بأساليب مختلفة ومبتكرة لتوظيف هذه التقنيَّة بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على الأداء في مختلف المجالات، خاصَّة في مجال الصحافة».

وأشارت إلى أنَّ «مفهوم الذكاء الاصطناعي لابد أن يكون محلَّ اهتمام واحترام ويُحقق المصلحة العامَّة من دون أن يُحدث أيَّ ضرر على أيِّ قطاع أو أن يؤثر سلباً في انخراط أبناء المجتمع في الأعمال التي يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلاً عنها، خصوصاً مع الحديث الذي يدور عمّا يمكن أن تتعرَّض له وسائل الإعلام من تهديدات خطيرة لمستقبلها، ومستقبل العاملين فيها إلى جانب التركيز على أنَّ التسارع في التقنيات الحديثة والجديدة يتطلب منا مواكبة التطوّرات بهدف تقليل المخاطر الناجمة عن عدم المواكبة من دون التخلّي عن الأساليب التقليديَّة في العمل الصحفي».

وأكدت أنَّ «الحكومة العراقيَّة أدخلت دراسات الذكاء الاصطناعي إلى الدراسات الأكاديميَّة في الجامعات العراقيَّة مع توجّهها لتوظيف الذكاء الاصطناعي في أغلب القطاعات، إذ وجَّه رئيس مجلس الوزراء محمّد شياع السوداني مؤخّراً، بضرورة الاستفادة من المواهب الشابّة والطاقات الواعدة في كلِّ مناطق العراق».

وتابعت أنه «وبناءً على هذه التوجيهات، سارعت شبكة الإعلام العراقي إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، ورعت المؤتمر الدولي الخامس بشأن (الذكاء الاصطناعي وإمكانيات التحوّل في العلوم الإنسانيَّة)، كما بدأت الشبكة باعتماد رؤية شاملة لاستراتيجيَّة الذكاء الاصطناعي».

كما بيَّنت أنَّ «التوجّه نحو المستقبل ومواكبة تطوراته من خلال قوانين عصريَّة جديدة سيُعزِّز بشكل واضح فرص التنمية، ويعود بالنفع على دولنا، كما أن حماية حقِّ الملكيَّة الفكريَّة في ظلِّ التقدّم التقني، إضافة إلى العولمة سواء كانت في جوانب اقتصاديَّة أو تجاريَّة أو إعلاميَّة وغيرها، تحتاج منا للتفكير بشكل عميق في ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وخطوات رادعة تستند إلى القانون في حماية حقوق الأفراد والمؤسَّسات في مجال الإبداع الذي يعود بالنفع والفائدة على المجتمع إلى جانب الحاجة لتشريعات تعكس مدى الحاجة لمواكبة التطور في العالم على وفق احتياجات المجتمع».

وكان مركز شينخوا للأبحاث الصينيَّة قد أصدر تقريراً بشأن تأثيرات إيجابيات وسلبيات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام العالميَّة في حفل افتتاح 

القمَّة.

وتناول التقرير الذي تألف من أربعة أجزاء الفرص والتحديات التي تواجهها وسائل الإعلام العالميَّة في عصر الذكاء الاصطناعي، كما استكشف مهمَّة وسائل الإعلام، بينما سلّط الضوء على الحالة الراهنة لفهم وتطبيق الذكاء الاصطناعي في صناعة وسائل الإعلام الإخباريَّة العالميَّة.

واستند التقرير إلى مقابلات مستفيضة مع مؤسَّسات إعلاميَّة عالميَّة وشركات تكنولوجيَّة ومعاهد بحث علمي، بالإضافة إلى استبيانات متعدِّدة اللغات لوسائل الإعلام العالميَّة.