دور العراق في استقرار المنطقة

آراء 2024/10/16
...

 د. صادق كاظم

تقف المنطقة ومنذ عامٍ على أعتاب حرب اقليمية قد تشمل نيرانها مختلف الأرجاء والأطراف، حيث أخذ الصدام المسلح يخرج عن حدوده المعقولة ليقترب من عواصم المنطقة المعنية بهذا الصراع الذي هو أيضا يلامس العراق ويهدد بنقل بعض من تبعاته إليه والسبب أن مجرما سفاحا ومتعطشا للدماء يقيم في تل أبيب مع عصابة من اليمين المتطرف الذين يشاركونه السلطة يرغب معهم في جر المنطقة إلى الحرب عبر توسيعها لتشمل مختلف المدن والمناطق العربيَّة والإسلاميَّة عبر افتعال النزاع ونقله إلى داخلها. الصواريخ الإيرانية التي هدمت أسوار الكيان رداً على اعتداءات تعرضت لها إيران مثلت تهديدا ومساسا بسيادتها بينت من خلال لغة إنذار واضحة بأن عليه أن لا يتخطى قواعد اللعبة والتمادي في العدوان والشر، لكن العدو الراغب والساعي إلى الحرب يهيئ نفسه للرد والتصعيد بالاتفاق مع واشنطن التي تساند وللأسف هذا الكيان وتدعم توجهاته العدوانية من دون أن تبذل أدنى جهد للضغط عليه. من وسط ظلام الليل ودخان المعارك والحرب وأنين الضحايا والمهجرين من ديارهم في لبنان وغزة أخذت بغداد تتحرك على عجل لتحشد صفوف العالم والمجتمع الدولي ليقول كلمته في الدعوة إلى إيقاف الحرب والعدوان واحلال السلام الذي بات الجميع يتطلعون إليه منعا لاتساع الحريق ولانقاذ ما يمكن انقاذه ووضع حد لآلة الحرب الصهيونية وهي تدمر المباني وتقتل المدنيين العزل من دون أي وازع أخلاقي وإنساني إدراكا منه بأن الحرب اذا توسعت لن تتوقف بسهولة قبل أن تترك خلفها حرائق ضخمة يصعب أطفائها وترميم أضرارها. يبذل العراق ما في وسعه وجعبته من أجل أن تصمت المدافع والصواريخ وأن ينعم أهل غزة ولبنان بالسلام الذي حرمهم منه مجرم وحشي لا يعبأ ولا يهتم لمصائرهم متلبس بثياب رئيس حكومة الكيان والذي يصر على الذهاب إلى الحرب والاحتكام إلى الصواريخ والطائرات كلغة دم وانتقام من المنطقة وشعوبها. العراق الذي يستشعر الآن الخطر وأن المنطقة بحاجة إلى من يطفئ الحرائق المشتعلة فيها يقوم حاليا باتصالات ومساعٍ لدى دول العالم المؤثرة للتحرك جماعيا لايقاف عجلة العدوان ومنح المنطقة فرصة للهدوء والسلام والاستقرار الذي أصبح ضروريا لانقاذ الملايين من ضحايا هذا العدوان الإجرامي الصهيوني ومن جحيم آلة التوحش الهمجية الإسرائيلية التي لم تعرف معنى السلام يوما. هناك مشاورات ومساعي واتصالات يقوم بها كبار المسؤولين العراقيين من خلال السيد رئيس الوزراء ووزير الخارجية وكذلك البرلمان وأولى ثمار هذا التحرك الاتصالات التي تم اجراؤها مع الجانب الفرنسي الذي يعد طرفا مهما ومؤثرا في المنطقة وكذلك الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، فضلا عن دول الاتحاد الأوروبي ومن المؤكد أن هذه المساعي باتت تجد صداها لدى الدول المعنية التي تدرك أن حراكا وضغطا سياسيا ودبلوماسيا بات ضروري لايقاف الحرب التي تدوي وترتفع أصواتها عاليا في المنطقة وتلتهم أجساد الضحايا من النساء والأطفال والمدنيين الآمنين في أرض فلسطين ولبنان ومن دون ذلك فإن استمرار التوحش والإجرام الصهيوني في ممارساتها الدموية اللا إنسانيّة من خلال مهرجانات القتل وسفك الدماء التي تقيمها يوميا سيؤدي إلى المزيد من الدمار في المنطقة وربما أخذها باكملها نحو الحرب مما سيجعل من الصعب بعدها إدراك والتقاط فرصة السلام . بالتاكيد أن بغداد تسابق الزمن للتحرك وحث المجتمع الدولي للقيام بدور إنساني لانقاذ الضحايا والعزل في المناطق والمدن التي تتعرض للاعتداءات الصهيونية وفرض هدنة شاملة يتم بعدها ايجاد حل سلمي للأزمة وهذا الحراك السياسي والدبلوماسي يأتي انطلاقا من واجب إنساني وأخلاقي تضامني مع الحق الإنساني الذي تمثله قضية فلسطين ذلك العنوان الكبير لأمة زحفت عليها جيوش الصهاينة لسلب أرضها وتهويدها وتحويلها إلى كيان مغتصب ينشر الموت والدمار والحروب في ربوعها وارجائها. إن التحركات الدبلوماسية العراقية من الواضح بأنها تجد صداها عند الاطراف الدولية والاقليمية المعنية بالنزاع من خلال بلورة مقترحات وأفكار من أجل قطع الطريق على المحاولات الصهيونية العدوانية لتوسيع الصراع والذهاب نحو الحروب تحت ذرائع ومبررات واهية من خلال تبني القوى والأطراف الدولية للرؤية العراقية كنقطة شروع للتحرك السلمي وأن هذه الجهود المتضامنة هي بالتأكيد من سيسهم في إحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا .