أربيل: رائد العكيلي
استضافت جمعية الثقافة الكلدانية الباحث والمفكر عبدالحسين شعبان في ندوة ثقافية، تبنت مبدأ المواطنة وقبول الآخر والمشاركة الجماعية في تقديم الرؤى والأفكار، التي تبنى عليها إدارة الدولة من جهة، واتخاذ القرارات والتشريعات من جهة أخرى.
وحضر في الجلسة التي أدارها الأديب حسن عبدالحميد نخبة من المثقفين والأدباء والسياسيين المعنيين بالشأن العام. وتحدث الباحث عبدالحسين شعبان عن مفهوم الهوية، التي شغلت حيزاً كبيراً في ادارة المجتمعات المتعددة الثقافات لتشمل مجالات واختصاصات عدة، منها علم الإدارة والمجتمع المدني وقضايا الانتقال الديمقراطي للسلطة. كما وركز عبدالحسين شعبان عبر الجلسة على ضرورة السيطرة في تحكم المجتمعات بهويتها، لأن حدوث العكس من هذا قد يؤدي إلى التعصب والتطرف الذي بدوره ينتج العنف تحت مسميات قومية أو دينية، والتي كان لها دور واضح بعد الارتدادات الناتجة من انهيار الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية وانعكست آثارها على منطقتنا التي كانت تبدو أنها موحدة ومتماسكة وقوية، بينما في حقيقتها أنها هشة وضعيفة، لعدم قدرتها على تحقيق شروط المواطنة الحقيقية في المجتمع والمتضمنة بالعدالة الاجتماعية، وحق الشراكة واتخاذ القرار في الوطن الواحد.
وتناول الباحث شعبان الشروط اللازمة للخروج من هذه الأزمة، التي بدأت تزداد في ظل العولمة وارتفاع رصيد فكرة حقوق الإنسان، فكلما كانت إدارة التنوع سليمة وناجحة كان للدولة دور مهم في تعزيز مكانتها وهويتها، مستشهدا ببعض الدول التي نجحت في إدارة التنوع السلمي الذي جعلها تعزز هويتها ومكانتها بين الدول الكبرى، ومنها سويسرا التي يجتمع سكانها بتعايش وتصالح فيما بينها رغم التعدد اللغوي والقومي.
وفي ختام الجلسة أكد الباحث عبدالحسين شعبان ضرورة إعادة النظر في الكثير من القضايا غاية في فهم طبيعة مجتمعاتنا في ظل الصراعات والاعتداءات الصهيونية الجارية على مجتمعنا في غزة ولبنان.