حرب غزة ولبنان

آراء 2024/10/20
...

 د.حميد طارش

تمادى العدوان على غزة ولبنان ولم تسلم قاعدة قانونية دولية من انتهاكه الصارخ لها، تلك القواعد القانونية التي تمثل نتاج التطور والتحضّر والإنسانية في مسار القانون الدولي، الذي خصص فرعاً مستقلاً لها تحت مسمى القانون الدولي الإنساني، وصفة الإنساني جاءت بحسب ما يكفل ويحمي للإنسان حقوقه وحرياته التي تعد لصيقة به من حيث وجوده وكرامته وآدميته، بما يستوجب حمايتها في أقسى الظروف بما في ذلك الحرب .
     لذلك استصرخ بعض الأحرار في العالم لمواجهة ذلك الانتهاك الخطير، فكانت دعوى دولة جنوب افريقيا، موطن نيلسن مانديلا، امام محكمة العدل الدولية، والتي انضمت اليها دول لاحقة أرادت ألّا تقف على الحياد في معركة أخلاقية عظيمة.
الكيان الصهيوني لم يعد يهتم بالقانون والقضاء ولا يعرف سوى منطق القوة، لذلك تهجّم على دولة جنوب افريقيا، وطلب من حليفته الولايات المتحدة الامريكية الضغط على تلك الدولة ودفعها للتنازل عن دعوتها، كما مارست بريطانيا الضغط على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بعدم إصدار مذكرة قبض بحق نتنياهو ووزير دفاعه، وهُزمت العدالة بالتراجع عن ذلك بعد أن كان صدورها وشيكاً...، كما لم يحترم أي دولة أو منظمة دولية بمجرد تصريحها عن حالة إنسانية، فأعلنت الأمين العام للأمم المتحدة شخصاً غير مرغوب فيه، وحاربت وعرقلت جهود وكالة الأمم المتحدة للإغاثة (الاونروا)، كما وجهت إهانة كبيرة لرئيس دولة فرنسا وهي عضو دائم في مجلس الأمن، لمجرد تصريح بسيط عن عدم توريد الأسلحة، وهي غالباً ما تتعالى وتتناقض وترفض بعض التصريحات الأمريكية، مستغلة بذلك السنة الانتخابية الأمريكية وضغط اللوبي المنحاز لها...
اذن تلك الغطرسة، التي لا تبدو لها أية حدود، ولا تتوقف عند حد غزة ولبنان، وإنما تهدد المنطقة الإقليمية برمتها، وستنفجر في اية لحظة لتحقيق ما تدعية من نبوءات...
اذاً السؤال الأهم كيف يواجه العرب والمسلمون تلك الغطرسة، والجواب بكل التأكيد عن طريق التضامن العربي الإسلامي ونبذ أسباب التفرقة وإنهاء الحروب والانقسامات الداخلية، التي لم تسلم منها فلسطين ولبنان، واما الشق الآخر للإجابة فيكمن في التقدم العلمي والتكنولوجي ومواكبة التطور الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي .