د. حسين محمد الفيحان
لا ننسى خطاب السيد حسن نصر الله الأخير قبل استشهاده، والذي قال فيه: "إننا نتمنى التوغل البري للقوات الإسرائيلية، وإن ذلك أكثر ما يتمناه مقاتلو الحزب"، بينما نائبه الشيخ "نعيم قاسم" جدد قبل أيام قليلة جاهزية الحزب، لأي توغل بري صهيوني.
الكيان الصهيوني بارع في الاغتيالات، لكن عندما تصل الأمور إلى حد القتال البري بحسب تأريخ المواجهات السابقة، التي تؤكد أن الخطط الصهيونية البرية تميل إلى التحطم على جدار الواقع، ففي الحرب وخاصة في الهجوم البري يحصل ما هو غير متوقع، و يبدو أن الكيان ليس لديه في الوقت الحالي أي وسيلة لإعادة سكان المستوطنات الشمالية المهجورة.
الكارثة كما وصفتها "يديعوت أحرونوت" وقعت في اليوم الأول للتقدم البري نحو الجنوب اللبناني، حيث أكدت مصادر صهيونية مقتل 14 جندياً صهيونيا في اشتباكات جنوب لبنان، كما أعلن جيش العدو مقتل قائد مجموعة عسكرية في جنوب لبنان، وكان حزب الله قد قال إن عناصره تصدوا لجنود صهيونيين حاولوا التسلل إلى بلدة العديسي و مارون الراس الحدوديتين، وذكر البيان أن قوة مشاة صهيونية حاولت الدخول إلى بلدة العديسي، حيث دارت اشتباكات معها مما أوقع خسائر في القوة الصهيونية ودفعها إلى التراجع، وحزب الله أعلن كذلك أنه نجح في تدمير 3 دبابات صهيونية من طراز "ميكابا" بـ 3 صواريخ موجهة في بلدة مارون الراس الحدودية اللبنانية، إلى جانب استهداف تجمع لقوات صهيونية في بلدة "بساتين المطلي" بالمدفعية و الصورايخ.
نتنياهو نشر بعد ذلك فيديو ليعزي عائلات الجنود ووصفهم بالأبطال! وقال إنهم في ذروة حرب صعبة مع المحور الإيراني الذي يريد تدميرنا، كما قال.
لن نفهم ما معنى إيران بمقتل جنود إسرائيليين يريدون احتلال جنوب لبنان، ولكن يبدو أن الجيش الصهيوني سيضطر للتعامل مع خسائر مشابهة لخسائره في غزة، و هذا مؤشر خطير لأنه ينذر بأن الكيان سيلجأ للقصف العشوائي في حال تعثر القتال البري، وصحيح أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، حتى في قواتها البرية لكنها معروفة بضعف قدراتها القتالية في المعارك البرية، لماذا:
- إن الاعتماد الكبير على التكنولوجيا المُتقدمة غير فعال دائماً في البيئات القتالية غير العادية، التي تعتمد على الأنفاق و الصورايخ المُخبئة و الهجمات المباغتة و المفاجئة، التي تجعل التفوق التكنولوجي أقل تأثيراً.
- ان جميع الحروب التي خاضها الكيان في جنوب لبنان و قطاع غزة، أظهرت تحديات كبيرة في القتال البري، لذا فإن الكيان الصهيوني يميل إلى الغارات والقصف الجوي والمدفعي، بدلاً من الدخول بمعارك برية طويلة.
- إن الجيش الكيان الصهيوني يعتمد بشكلٍ كبير على الجنود الاحتياط، وهؤلاء الجنود مُؤكداً لا تكون كفاءاتهم مساوية للجيش النظامي المُتدرب بشكلٍ كامل و مستمر.
- الروح القتالية العالية النابعة من العقيدة التي يمتلكها كلا من مقاتلي حزب الله وحماس، التي تدفعهم للاستمرار بالقتال رغم التفوق الصهيوني العسكري، وذلك تؤكده حرب 2006، حيث عان الكيان الصهيوني وفشل بالقضاء على حزب الله.