عن أحوال المخضرمين

الرياضة 2024/10/22
...

خالد جاسم

مشكلة كثيرين في وسطنا الكروي وخصوصاً في صنف اللاعبين الدوليين القدامى أنَّ الجميع ينتقد ويصرخ بصوتٍ عالٍ احتجاجاً واستنكاراً وتنديداً بما آلت إليه الحال وما بلغته الكرة العراقيَّة من تراجع في شتّى المستويات من دون أنْ يُشخّص هؤلاء طبيعة المعالجات المطلوبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه طالما أنَّ الجميع يعرف ويُدرك الأسباب والعوامل المباشرة وغير المباشرة التي أوصلت الأمور إلى ما يُشبه النفق المعتم . صحيحٌ أنَّ إعلان الرفض لما يجري هو علامة صحَّة تؤكّد تفاعل لاعبينا الدوليين مع ما يحدث وحرصهم الكبير على إصلاح المنظومة الكرويَّة وإعادة رسم مسارات واتجاهات الكرة العراقيَّة وفق البوصلة الصحيحة لكن في الوقت نفسه فإنَّ أكثر هؤلاء لا يمتلكون مؤهلاتٍ جديرةً بأنْ تصنع أيّاً منهم إدارياً ناجحاً أو مدرّباً قديراً مع أنّهم متذمرون ويشكون دائماً التهميش والإقصاء بينما اختُبر كثيرون منهم في العمل الإداري وفي المجال التدريبي فكان الفشل حليفاً لهم، وقلة قليلة منهم يتمتع أصحابها بمواصفات تؤهّلهم للعمل في الإدارة وفي التدريب، وهنا تتجسَّد حقيقة أنه ليس كلّ لاعب دولي يكون بالضرورة إدارياً أو مدرباً ناجحاً طالما أنَّ اللعب والنجوميَّة والشهرة شيء، وخوض غمار الإدارة أو التدريب شيء آخر تماماً. وبرغم كلِّ ذلك ومع ضعف وهشاشة التركيب التنظيمي الذي يجمع هؤلاء النجوم واللاعبين الدوليين في وعاء واحد سواء بشكل رابطة أو تحت أيِّ مسمَّى آخر كي يتمكّنوا من توحيد صوتهم وخطابهم وتحقيق ما يطمحون إليه من إصلاح حقيقي وليس بحثاً عن مناصب وامتيازات, فإنَّ مجالات الاستفادة منهم تبقى قائمة كما أنها تمثل استحقاقاً يجب احترامه ولا سيّما في استثمار خبراتهم في المدارس الكرويَّة المتخصِّصة التي يحتاج فيها اللاعبون الصغار إلى من يصقل لهم المهارة ويُقدِّم لهم دروس تطويرها باعتبارها حجر الزاوية في تكوين شخصيَّة اللاعب الحقيقي, مع التذكير هنا أنَّ كلَّ تجارب الروابط والتجمّعات التي شهدنا ولادتها طوال السنوات الماضية قد فشلت بامتياز صريح ومؤكد في تأدية متطلبات الحدِّ الأدنى من أهداف تأسيسها ومبرّرات حضورها على أرض الواقع لأنَّ قوم المدربين هم في معظمهم مختلفون حتى مع أنفسهم.