كتب رئيس التحرير :
ضربة أخرى تُوجِّهها قواتنا المسلّحة البطلة إلى التنظيم الإرهابيّ "داعش" الذي يعيش أسوأ أيّامه، فما أنْ يجرِّب رفع رأسه حتى يأتيه ردّ يُعيد تذكيره أنْ لا مكان له في العراق ولا حاضنة، لأنَّ العراقيين بأجمعهم خبروا إجرام هذا التنظيم الدمويّ وعرفوا أنه "صمّم" في دوائر مشبوهة لإرباك الوضع في العراق وخلق الفوضى التي تُتيح لهم الحديث عن تقسيم البلد وجعله مرتعاً للفكر الظلاميّ.
أمس أعلن رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ في تدوينة على منصة إكس: "أبارك لأبناء شعبنا الكريم مقتل ما يُسمى (والي العراق) في تنظيم داعش الإرهابي، وثمانية من كبار قيادات التنظيم، في العمليَّة البطوليَّة النوعيَّة لجهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني، وبإشراف العمليات المشتركة، التي استهدفت جحور الإرهاب المختبئين بها في جبال حمرين".
توقيت العمليَّة يكشف عن وعي قواتنا المسلحة لنمط تفكير الإرهابيين، ففي غمرة انشغال المنطقة بالحرب التي يشنّها الكيان الصهيوني على لبنان وفلسطين، ربما ظنَّ من بقي في قيادات التنظيم الإرهابيّ أنَّ الفرصة سانحة لإعادة حضورهم وتفعيل خلاياهم والتنفس من جديد والبحث عن موطئ قدم، غير أنَّ ردَّ الفعل الصادم أتاهم من حيث لم يحتسبوا فأثبت لهم أنَّ أيام سطوتهم انتهتْ وأنَّ ما لم يستطيعوا تحقيقه في ذروة سنوات الاضطراب والتناحر السياسيّ آنذاك لنْ يقدروا على تحقيقه بالتأكيد في هذه الفترة التي يشهد العراق فيها استقراراً أمنياً وسياسياً وفي ظلِّ حكومة أثبتتْ مراراً وتكراراً أنّها لا تساوم على أمن العراق ووحدته واستقراره.
