بغداد: سرور العلي
تجلس الشابة آية حسن بالقرب من كرات الخيوط الملونة، وهي ممسكة بحقيبة صغيرة من الجوخ، بدأت منذ يومين بالعمل عليها، وتطريز حوافها بالأزهار، وهي هواية أتقنتها في سن مبكرة، ولوالدتها دور بتعليمها هذا الفن، لملء وقت الفراغ، لا سيما في العطلة الصيفية، لتتنوع أعمالها بين الإكسسوارات، والحقائب والصنادل النسائية، واللوحات الفنية والمجسمات، والأدوات المنزلية كالفازات وغيرها.
قامت حسن الحاصلة على بكالوريوس إعلام من قسم العلاقات العامة، بتطوير مهاراتها وقدراتها بالتدريب لفترات طويلة، والمحاولات المتكررة على الخامات، ومشاهدة الفيديوهات التعليمية على موقع يوتيوب، واقتناء مستلزمات وأدوات التطريز كافة.
وتشير إلى أنها بالإصرار والتحدي نجحت بتجاوز الصعوبات، كونها شغوفة بهوايتها تلك، ونجحت فيما بعد بتحويلها إلى مشروع تجاري، بدعم من أسرتها وتشجيع زوجها لها.
وتوظف حسن العديد من المفردات في أعمالها، كالطبيعة والزخارف والنقوش، وتسعى دائماً إلى تجسيد أفكار غير مألوفة، واختيار طرق تسويقية بعناية فائقة، لجذب أكبر عدد من المتابعين لأعمالها، وتطمح بأن تكون لها علامة تجارية خاصة بها، ووصول منتجاتها لكل بيت عراقي.
ولفتت إلى أن العمل الواحد يستغرق منها ساعتين أو ثلاث ساعات متواصلة، وأحياناً عدة أيام، وذلك بحسب حجم القطعة الفنية وتفاصيلها الدقيقة، وتنوع الخامات الأساسية في عملها، ومنها الجوخ، واستخدامها مختلف الأدوات كالقصناع، والنمنم بأنواعه.
وترى حسن أن لمنصات التواصل الاجتماعي دوراً مهماً بايصال مواهب وأعمال الكثير من الشباب للآخرين، وزيادة الطلب عليها، لاقتنائها والاحتفاظ بها، ما يسهم بتشجيعهم على الاستمرار، وإبداء الآراء الإيجابية، خاصة أن هناك مشاريع أصبحت بالمرتبة الأولى اليوم، وبدأت بخطوات بسيطة، وبالدعم والتواصل حققت النجاح الذي تسعى له.
وقد شاركت بالعديد من المعارض الفنية والورش والمهرجانات، ومنها في فندق بابل، ونادي الصيد واليرموك، وانضمت لفريق غاليري تألق بقيادة الفنانة زهراء العادلي، ونالت الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية أثناء مشاركاتها.
وختمت حديثها بالقول:"لدي رسالة لكل شخص يرغب في العمل بكل شغف واستمرارية، عليه أن يبحث بداخله عن الشيء الذي يجد به سعادته ويسعى خلفه، لتحقيق طموحاته والحد من الخوف، كونه عدو النجاح، كما أتمنى من الجهات المختصة تقديم الدعم للطاقات الشبابية ومساعدتها ولو بجزء لفتح المشاريع".