خالد جاسم
بضعة أدوارٍ مضتْ من دوري نجوم العراق حتى الآن, وهذا يعني وفي ما يُشبه البديهيَّة أنَّ فرق الدوري لا تزال في الخطوة الأولى في الطريق الطويل, كما أنَّ المعتاد وفق القراءة المنطقيَّة في لعبة مثل كرة القدم مفتوحة دائماً أمام كلِّ المتغيّرات والاحتمالات أنَّ الأدوار الأولى من المسابقة لا يمكن عدُّها مقياساً حقيقياً على قوّة أيِّ فريق أو ضعفه أو المراهنة على ما قد يخرج به في نهاية المشوار من مركز في لائحة الدوري, وذلك لأسباب وعوامل موضوعيَّة لا علاقة لها بالحظ أو الصدفة بقدر ارتكازها على ظروف كلِّ فريق من حيث الإعداد والتحضير قبل بدء الموسم وما قد ينعكس من نتائج لتلك الظروف في المباريات الأولى للفرق المشاركة .
هذه الحقائق تفرض على إدارات الأندية التي تتفهَّم واقع دوري الكرة وتمتلك بعضاً من ثقافة كرة القدم التأنّي والصبر على النتائج, وفي هذا الإطار عليها التعامل بمنظور موضوعي مع مدرِّبي فرقها وليس بطريقة- الفزعة- أو ردِّ الفعل, وهنا وبرغم أنَّ ما حدث هو ضمن توقعاتنا المسبقة نستغرب وبعد مرور بضعة أدوار من مسابقة الدوري أنْ تبدأ تلويحات بعض إدارات الأندية في تدشين حملات الإقالة لمدرِّبي فرقها الكرويَّة أو الدفع نحو إجبار البعض الآخر من المدربين على إشهار الاستقالة في سيناريو مزعج وبائس لما حدث في مواسم ماضية ونحن في انتظار أوّل عنقود الضحايا من أصحاب السراويل التدريبيَّة في قادم الأدوار, مع التوقع في أنْ تزداد قائمة (المقالين) و(المستقيلين) وهما برغم اختلافهما الجوهري إلّا أنهما في عالم الكرة العراقيَّة أصبحا وجهين لعملة واحدة في انعكاس طبيعي لواقع الحال وترجمة لما نعيشه من بؤس أكثر عمقاً في واقعنا الكروي على مستوى مسابقة الدوري وما تحفل به من غرائب وعجائب على صعيد معظم إدارات الأندية المشاركة في منافساته والتي يفتقد معظمها إلى العقليَّة الاحترافيَّة في العمل كما هو افتقادها أبجديات فنِّ الإدارة في التعاطي مع شؤون لعبة متغيّرة الحال والأحوال مثل كرة القدم.