بغداد: أحلام سعدون
تصوير: نهاد العزاوي
كثرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة الاعتماد على المطاعم بشكل كبير جداً، خاصة الشعبية منها أو الوجبات السريعة، إلا أن بعض هذه المطاعم تعمل في غياب الرقابة الصحية، خاصة في المناطق الشعبية.
هذه الظاهرة انتشرت في العراق ودول العالم، بسبب عوامل عدة، منها انخراط المرأة في سوق العمل، وطول ساعات التواجد خارج المنزل، إضافة إلى تغير المزاج لدى الفرد الذي بدأ يميل إلى الأكل السريع.
وقال أبو عباس (صاحب مطعم شعبي) في السنك: إن "أسباب إقبال المواطنين بكثافة على المطاعم الشعبية والأكشاك التي تقوم بتقديم الوجبات السريعة يعود إلى أن سعر الوجبة يناسب الطبقات الفقيرة من الذين يعملون بأجر يومي ومحدودي الدخل على العكس من المطاعم الفاخرة".
وأقر أبو عباس بأن بعض المطاعم الشعبية تستخدم لحوماً حمراء وبيضاء تالفة بسبب نوعياتها غير الجيدة أو بسبب سوء الخزن، داعياً إلى أهمية إجراء حملات صحية على جميع أصحاب المطاعم، سواء الشعبية أو غيرها.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أكثر من مرة عن قيام الفرق الرقابية الصحية بحملات دورية على المطاعم للاطلاع على مدى التزامها بالتعليمات والقوانين، مبينة أنها تمكنت من ضبط العديد من المخالفات.
وبشأن أسباب انتشار ظاهرة الاعتماد على المطاعم، قالت ليلى علي (موظفة): "بسبب دوامي الذي ينتهي في الساعة الرابعة، أضطر للطلب من أحد التطبيقات الخاصة بالمطاعم، وجبة الغداء للعائلة".
وأضافت "أكل البيت أكيد ألذ وأنظف، ولكن بسبب العمل، وانشغالي بتدريس أولادي، أضطر لهذا الخيار دائماً، رغم عدم قناعتي التامة به بسبب عمليات الغش وسط غياب الرقابة الحقيقية على هذه المطاعم، لذلك أستثمر أيام العطل الأسبوعية والمناسبات، لتحضير الطعام".
أما صلاح جاسم، الذي يعمل حمالاً في الشورجة، فقال: "أخرج للعمل في الصباح الباكر، وأنهي عملي في الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً، لذلك ألجأ للأكل في المطاعم أو من الأكشاك الصغيرة في الشوارع القريبة من عملي بسبب الأسعار المنخفضة التي تتناسب مع ميزانية الشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل".
من جهتها، ذكرت لمى سامي، التي تعمل في أحد محال الألعاب في منطقة الشعب ببغداد، أن عملها الطويل أجبرها على اللجوء إلى الوجبات السريعة، رغم أنها تسممت مرتين سابقاً، بسبب جشع بعض أصحاب المطاعم، أو عدم توفر النظافة".
ودعت سامي "وزارة الصحة وأمانة بغداد والجهات الرقابية الأخرى، إلى تشديد الرقابة على المطاعم من حيث المواد المستخدمة وتوفر النظافة والبيئة السليمة للعمل، لأن التهاون قد يودي بحياة المواطنين، خاصة الأطفال أو المرضى".