نصير الشيخ
من أجل حراك فني أوسع، ولتقديم التجربة الشابة في أبهى صورها، أقامت جمعية الفنانين التشكيليين في ميسان معرض "مخططون شباب" والذي ضم مجموعة من شباب الفن عبر لوحات تخطيطية بلغت 43 لوحة، شكل الرسم هاجسهم الجمالي في قدرتهم التعبيرية.
لوحات وتخطيطات، شكل البورتريت بؤرتها الرسموية مع تخطيطات عن الطبيعة والمكان، أبرزت قدرة هؤلاء الشباب على اطلاق مكنوناتهم في فن الرسم، مواصلين مديات التعبير لرؤية الأشكال والهيئات والوجوه ورصد تعابير الشخصيات
المرسومة.
تجارب شابة انطلقت في مساحة الرسم، وتمثل أفكارهم ورؤاهم في مشاريع رسموية أنتجت لنا هذا المعرض المشترك، وبما يبرز مستقبلاً هوية كل فنان على حدة، ومسار توجهه الجمالي وإيمانه على أن الفن مساحة تجريبية وفعل وجود تنتج لنا حياة أجمل برسالته الإنسانية.
مشتركات فنية وتقنية جاءت في الأعمال المعروضة على وفق رؤية كل فنان وبما تحمل من هواجس ونزوع للتجسيد على الورق، إذ نجد أن الرسام الشاب حسن رحيم أخذ في اشتغاله تخطيطاً وتنفيذا على موضوعة الطبيعة، حيث النخيل والبساتين والأطواف الطينية، وتجلت لدية اللمسات الأكاديمية حتى بدا موفقاً في اشتغالاته
هذه.
وكان لاستخدام الخامات "أقلام الرصاص والفحم" مساحة تطويع لتكنيك مجتهد من قبل هؤلاء الفنانين الشباب، حيث الامساك العالي برسم المشهد متزامناً مع القدرة التنفيذية لليد وهي تفرش خطوطها على الورقة البيضاء. من هنا وبحسب رؤيتهم فإن المخطط الجيد هو ملون جيد في قادم الأيام في استخدامه الزيت والأكلريك على قماشة الكانفاس او الورق
المقوى.
أكدت هذه اللوحات في هذا المعرض، قدرة هؤلاء الشباب وبتجارهم الغضة، أن التخطيط بأقلام الرصاص والفحم يشكل لهم درساً نموذجيا، حاملا نكهته التصويرية، لأنه قد مثل لديهم قاعدة أساس وأساً جمالياً في مسيرة كل واحد منهم. حيث الفحم كتنكيك حاضر بتدرجاته "كونترول" في معادلة الأسود والأبيض، وهو المعبر التقني وبملاحقة إحساس الفنان من حيث مناطق الاختزال والمحو والخشونة والنعومة على سطح
الورقة.
الفنان الشاب فلاح حسن الكعبي مشاركاً بعدد من اللوحات التخطيطية أشار إلى أن "الحاضرون هنا مجموعة من الرسامين الشباب وبمشاركة رسامة واحدة، أرتـأينا أن نقيم هذا المعرض المشترك وبرعاية ودعم جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في ميسان، حيث تناولنا موضوعات عدة عكست رؤانا وأفكارنا ومشاهداتنا جسدناها هنا بأقلام الرصاص والفحم، وحاولنا هنا عكس هوية كل رسام مشارك فنياً وثقافياً.أما لوحاتي الثمان المشاركة هي محاولة جادة لترسيخ درس الرسم في اطار هو التخطيط".
الفنانون "فلاح حسن الكعبي، محمد علي النجدي، حسن رحيم، نور جاسم، خالد فاخر، سجى الفارس" قدموا مساحة في تدرجات الأسود والأبيض عبر لوحات شكلت فضاءً رحبا في التخطيط، وامتلك صفة التجريب ولغة الدهشة.
يؤكد هؤلاء الشباب حضورهم في مساحة الفن التشكيلي، وإن تخطيطاتهم الحاضرة في هذا المعرض النوعي، هو توكيد لمستقبل أخضر في فن الرسم، وأفق يرسمه هؤلاء الحالمون، واللوحة هي فضاءهم الأرحب.