حمزة مصطفى
دونالد ترمب هو الوحيد من بين المرشحين، الذي نادرا ما يصعد على "التبليط" طوال الحملة الانتخابية، برغم أنه أكثر من نال ما لم ينله مرشح أميركي آخر من مخاطر كان من بينها محاولتان لاغتياله. آخر عملية نزول على "الترابي" هي ما بدا أنها زلة لسان جديدة لبايدن وفي الوقت بدل الضائع من وقت الانتخابات حين وصف مؤيدي ترمب بـ "القمامة".
في العادة الناس أحيانا ولأسباب مختلفة تنزل على "الترابي". فحين يتعدى شخص ما قواعد السلوك أو الاشتباك وهو المصطلح السائد حاليا، الذي لا يمل المحللون السياسيون من تكراره بمناسبة وبلا مناسبة يقال له لقد نزلت على "الترابي". متى يصعد على "التبليط" وينسجم مع الجو العام؟ عندما تنتهي الأسباب والعوامل التي جعلته ينزل على "الترابي" مع أن النزول على "الترابي" أمر غير محمود وقد يسبب لصاحبه مالا يحمد عقباه خصوصا إذا "زل" لسانه بمفردة نابية ضد شخص أو جماعة أو دين أو مذهب.
موعد نشر هذا المقال يأتي عشية الانتخابات الأميركية مع فارق الوقت الطويل بيننا وبينهم. وهذه الانتخابات مثلما يعرف الجميع هي الأكثر نزولا على "الترابي" من بين المرشحين الثلاثة جوبايدن الرئيس الأميركي الحالي قبل انسحابه، وكاملا هاريس نائبته، المرشحة الرئاسية الحالية، ودونالد ترمب الرئيس السابق والمرشح الحالي. بايدن فضلا عن نزوله المتكرر على "الترابي" فقد كانت زلات لسانه إحدى العلامات الفارقة في هذه الانتخابات. هاريس ربما أقلهم أخطاء بروتوكولية أو لفظية لكونها سيدة وتريد في النهاية الحفاظ على بعض اللياقات ماعدا ضحكتها التي لم تكن "كنان" حسب توصيف فريد الأطرش لأنواع الضحك بسبب أو بلا سبب.
دونالد ترمب هو الوحيد من بين المرشحين، الذي نادرا ما يصعد على "التبليط" طوال الحملة الانتخابية، برغم أنه أكثر من نال ما لم ينله مرشح أميركي آخر من مخاطر كان من بينها محاولتان لاغتياله. آخر عملية نزول على "الترابي" هي ما بدا أنها زلة لسان جديدة لبايدن وفي الوقت بدل الضائع من وقت الانتخابات حين وصف مؤيدي ترمب بـ "القمامة". هذه "الطلعة" البايدنية أضرت كثيرا بهاريس وحملتها في الوقت الحرج تماما، حيث لم يتبق وقت للترميم أو لـ "التلزيك". ترمب لم يقصر حيال هذه الزلة في الوقت القاتل. فهي بالنسبة له "عيد وجابه العباس". فقد استغلها أبشع استغلال ضد خصومه الديمقراطيين، وعلى رأسهم السيدة هاريس. آخر فعالية قام بها ترمب هي ركوبه شاحنة لنقل النفايات قائلا للصحفيين مرتديا سترة العاملين في جمع القمامة "شاحنة القمامة تكريم لبايدن وهاريس". ومع كل ما حصل خلال عام الحملة الانتخابية، التي توصف به اميركا بـ "البطة العرجاء" سينتهي كل شيء ويصبح "جوه الفراش" ويكون لدى الاميركان رجل أو امرأة يطلق عليه لقب "فخامة الرئيس"، يحمل من بين ما يحمله بين يديه الزر النووي في وقت أيدي جميع النوويين على هذا الزر "الأكشر". كل ما نأمله ألَّا ينزل الفائز منهما على "الترابي" لأن البشرية كلها.. تنزل معه والى الأبد.