عمار عبد الخالق
في ظل الصراع بين السؤال والجواب في عالم برامج البودكاست العراقيَّة بمجالاتها المتعددة السياسية أو الثقافية وحتى الاجتماعية منها سواء في منصات التواصل أو القنوات التلفزيونية، حقق البعض منها مشاهدات كبيرة والبعض الآخر أصبح مادة يومية متاحة للسخرية، ولا يُعد الأمر جديداً على مستوى وقيمة المشاهد العراقي من جانب وقت البرامج الذي هو ساعتان
لكن خطوط الأسئلة كانت خارج إطار البديهيات التي بالطبع لا تُناسب الفكرة العامة التي تخلو تماماً من التكرار والتعقيد والتجريب والمغالطات والمغامرات السلبية أو منهاج "الشهرة" وما يسمى "الطشة" بل أصبحت بعض البرامج بلا معلومة نافعة أو شذرات ومملة.
طرحنا عن برامج البودكاست العراقية لا يعني أن هناك برامج غير جيدة، لكن الأغلب فقد التواصل الفعلي بينه وبين المتلقي بسبب الدراما المصنوعة قبل الحلقات التي ابتعدت عن الشفافية في الحوار، واستخدام اللغة واقتربت من الإهانات والإعاقة الذهنية، في سؤال (الصباح) فهل البودكاست قادر على صناعة تنمية مستدامة أو الحد من ظاهرة الهراء الدرامي؟
تجربة فردية
يقول علي كيتو صاحب برنامج قصص لـ (الصباح): بالتأكيد لأن البودكاست هو إحدى الوسائل الإعلامية التي تعتمد على الأفراد، كونه تجربة فردية تعكس الصورة الأمثل لصحافة المواطن، إضافة إلى كونها أداة للتوثيق ولنقل التجارب والقصص للأفراد؛ ليستفيد منها المستمعون، وقد تختلف نسبة الفائدة من برنامج لآخر حسب توجه المنتج أو المقدم وموضوعاته، حيث إن تجربة البودكاست للأفراد أكثر صدقاً كونها تعكس رغبة للأفراد المنتجين لهذا النوع من المحتوى، وتكون أهدافهم غالبا لا تحمل أجندة وتبتعد عن المغالطات وإثارة الرأي، لأنهم يبحثون دائماً عن جمهور جديد.
ويرى كيتو: أن البرامج التي تنتج من قبل مؤسسات، وخصوصاً القنوات التلفزيونية تكون محملة بمزاج تلك المؤسسة التي قد تعكس وجهات نظرها من خلال المواد المطروحة وطريقة توجيه الحوار.
لكنها كتجربة عامة في العراق فقد بدأت بالاسهام في خلق جمهور جديد يتابع ويبحث عن محتوى بوقت طويل، وبمعلومات وقصص وتجارب مفيدة للأفراد بعيداً عن ضجيج مواقع التواصل وعن البرامج الضارة بالذائقة، والتي يؤدي بعضها لتوجيه الرأي العام إلى مناطق عنصرية أو سياسية أو مبتذلة أحيانا.
وجه المجتمع
الإعلامي ثائر جياد صاحب برنامج جيم سين أوضح: لا أعتقد ذلك طبعا، البودكاست العراقي يمثل وجه المجتمع وهو بلا شك ضحية حروب وفساد وفوضى.
بينما أشار الإعلامي صلاح منسي صاحب بودكاست شي منسي: إلى أن المجتمعات بشكل عام لا يغيرها الفن بشكل رئيس، لكن الفن قد يؤثر في فئة، وهذه الفئة ستراقب سلوكياتها بعد أن تتأثر، ولا علاقة لوجود البودكاست باختفاء البرامج الضارة، من الطبيعي أن نشاهد في المستقبل "بودكاست" ضاراً أيضاً. ولكن كثرة البودكاست في هذه الفترة ربما تعود أسبابها لآلية صناعة البودكاست بشكل أريحي وبعيد كل البعد عن كلاسيكيات البرامج التلفزيونية.
وأضاف منسي: خاصة أن البرنامج التلفزيوني يحتاج إلى ريبورتاج وفواصل كثيرة وأحياناً يحتاج إلى مراسل. لذا لجأ البعض للبودكاست ربما لسهولة صناعته شكلاً وليس مضموناً. ونطمح أن يكون البودكاست في العراق محترماً ومفيداً في الوقت ذاته.
محرك
وذكرت الشاعرة والصحفية إيناس فليب: لدينا منصات جيدة لكنها تفتقد للتجدد والخروج عن الصندوق، البودكاست العراقي يستطيع أن ينافس ويكون متجدداً لو أصبح أكثر تلقائية.
يمكن للبودكاست العراقي أن يكون محركاً للتغيير الاجتماعي، من خلال طرح قضايا مهمة، ويجب أن يتجاوز قيود الشهرة السريعة والتركيز على الجودة والمحتوى.