علي الباوي
أعلن مدرِّب منتخبنا الوطني خيسوس كاساس عن قائمته لملاقاة الأردن وعُمان ضمن التصفيات الحاسمة المؤهِّلة لكأس العالم (2026) في أميركا وكندا والمكسيك، وقد جاءتْ هذه القائمة متوازنة وحاملة للكثير من الأمل خاصَّة بعد انضمام المحترفين الذين عانوا في الجولة الماضية إصاباتٍ ألمَّتْ بهم.
لقد أثبت كاساس أنه يُجيد التصرّف مع أسوأ الظروف ويُكيِّف نفسه مع ما لديه من لاعبين وهذه ميزة كبيرة أضافت الكثير لسمعة منتخبنا الوطني ورفعتْ من شأنه بشهادة الآسيويين من عرب وأجانب. كاساس هذه المرّة بكامل أسلحته وينظر للمرحلة المقبلة بعين الخبير المُدرك لأهميَّة هذه الجولة التي ستُحدِّد مسارنا في التصفيات. ومع كلِّ التفاؤل الذي نشعر به إلّا أننا كمجتمع رياضي وصحفي نفتقد إلى التكاتف وينقصنا الترفع عن المشكلات الداخليَّة. إنَّ دعم لاعبينا ومدرِّبهم كاساس واجب وطني فهذه المرحلة لا تتقبّل الآراء المسمومة ولا التنظيرات الخالية من الحكمة. لقد أثبت الإسباني كاساس في كلِّ مراحل المنافسات أنه فهم اللاعب العراقي وعرف مكنونات قوّته وسخّره للعب بشكل جيّد وتحقيق الانتصارات وهذا كلّه لم يأتِ اعتباطاً وباستخدام (الهوسات) والتحفيز العاطفي وإنما بالعلم والتحليل والقياسات المنضبطة وأهم من كلِّ هذا الخبرة بكرة القدم العالميَّة والعمل على بناء قدرات اللاعب البدنيَّة والثقافيَّة.
كرة القدم علم وتكتيك واستثمار صحيح ولقد نجح كاساس في نقلنا من منطقة ما قبل الحداثة إلى قلب العالم وصرنا ننظر إلى أنفسنا كمحترفين، تخاف منا الفرق الكبيرة. هذا وحده يُعدّ من أهمِّ الانتصارات بغضِّ النظر عن النتائج. لقد نجحت المدرسة الإسبانيَّة بعد أنْ كنا نميل إلى المدرسة الشرقيَّة. علينا من الآن النظر بإيجابيَّة إلى ما حققه مدرِّبنا كاساس وأنْ نتفهَّم بإصرار أكبر طبيعة كرة القدم باعتبارها العلم الأكثر شغفاً في العالم.