محمد شاكر الخطاط
إلى الشاعر الناقد
د. فؤاد مطلب
كان يأوي لنا كل الحكايات
قبل أن نرضع الشعر
ويفطمنا الفرات
إلى أين تمضي؟
العزلةُ قبلةُ حبيبٍ أغرقته زوارق الندم
والعزلةُ عطر مئذنةٍ
حيلتها أننا غارقون في الأحلام
يا شيخ
يا صرخةً بقيت عالقةً
في كل شباكٍ
نسي العمر أن يعقد لنا الأمنيات
أنا غلامكَ الصغير
دخانٌ يحمل وصاياك
وشقيُّ الأمكنةِ
حين أمرُّ
تتساقط الحياة من دكاكين جيوبي
تحدثنا عن كل شيءٍ
ونسيتُ أن أخبرُكَ
أنّ الولد العنيد
حينما غادرَ سفينتَكَ
كانت دموعهُ تركضُ
تحملُ أسئلةً بلا جدوى
عن سؤالٍ أخير
قبل أن تملء الغيمة فمه ويموت.
إلى أين تمضي
الجبلُ سوأة تنكرّ لي بالأغاني
الأخطاءُ شجرةٌ تنبتُ في الشرايين
كان لديها فكرةٌ حزينةٌ
عن نبي غارقٍ في الخطايا
لملم كل زلاته التي عبدها
ودفنها في التراب
حتى صار الترابُ
موجاً يعوي
كلما رأى نظارة عمرهُ
وجه غريب يحدق في المرآة
إلى أين تمضي.
والآن..
متى ستصافح العمر
وتسلّم عليه بيد السماء
لا الغيمُ يثرثرُ
ولا شرايينُ دُخانَك
سلّم إذن على غيمتك
وقل للأخطاء
أنَّ جسدي قد تضمخ بعطرها
ليرسم لوحةَ مريدٍ
يتحسسُ رائحةَ الخطايا
وينامُ على دفترٍ من
تراب