أمستردام: الصباح
حُمى أسعار فواتير الكهرباء والتحديات البيئية المتزايدة وتداعيات الحرب الاوكرانية الروسية، أعباء تُلقي بظلالها على الحياة المعيشية في هولندا واوربا عموما، لذلك أصبحت ألواح الطاقة الشمسية حلاً مثالياً للكثير من الأسر والشركات، حيث تربعت المملكة بخانّة الاقتصاد الأوروبي الوحيد الذي عزز إجمالي إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة مثل طاقة الالواح الشمسيّة، بالرغم من الويلات المستمرة الناجمة عن تباطؤ النمو الاقتصادي، فقد ولّد منتجو الطاقة أكثر من نصف إجمالي إنتاج الكهرباء العام الماضي، وذلك بفضل أحجام الإنتاج القياسية من مزارع الالواح والرياح، بالتوازي مع أدنى إجمالي توليد للكهرباء من الأحفوري.
«شخصياً، أجدهُ حلا مثاليا جداً وقد اعتمدته في بيتي بعد ان ارهقتني فواتير الكهرباء المكلفة» هكذا أيّدها نعيم الربيعي، المترجم العراقي المقيم في أمستردام، واعتبرها منقذاً، بالقول: «خاصية الالواح عملية وتعتمد على مصدر لا ينفد وهو الشمس،
وتتيح تحقيق توفيرات كبيرة في فواتير الكهرباء، وهي بالتالي اضطرار لا خيار، لان البلاد تعانى ايضاً من ارتفاع سعر البنزين وأسعار جميع المواد الغذائية، إذ أصبح الخبز وغيره أغلى من أي وقت مضى، إنها نتائج طبيعية ضمن آثار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار جميع الأغذية، وأهمها الدقيق، وأيضاً انخفاض قيمة اليورو بشكل ملحوظ ومستمر، كما أن التضخم في الاسواق بأعلى مستوياته».
اما الممرضة ختام الزهيري، المقيمة مع عائلتها في امستردام، قالت: «بالرغم من ان لها بعض السلبيات مثل التكلفة الأولية المرتفعة في تركيب النظام الشمسي، واقتصار التخزين واعتماده على وجود الشمس وهو ما يقلل من ديمومتها باعتبار ان الاجواء في هولندا لها عمرا مناخيا محدودا، لكن مع ذلك فإنّ وجودها خفف علينا كعائلة من فواتير الكهرباء التي نعتمد عليها في الطبخ والغسل والاضاءة، حتى انني في احدى المرات فكرت بان استعين بمدفأة نفطية كبديل عن الطباخ، لأخفف من فاتورة الكهرباء التي تصل لأربعمئة يورو احياناً، تضاف لها مشكلة غلاء ومضاعفة أسعار الخضراوات والوقود، فالارتفاع وصل الى درجة أن الخضراوات والفواكه، التي كانت متاحة بأسعار مناسبة بعض الشيء وتناسب دخلنا المحدود، زادت بشكلِ مؤذِ، فالخيار يصل سعر الكيلوغرام منه الى ستة دولارات، والخس المدور الذي لا طعم فيه ولا رائحة، يصل سعر الكيلو منه أيضاً الى ستة
دولارات.
بينما عبرت المهندسة المغتربة آية محمد عن رأيها حول مشروع الالواح الشمسية، واعتبرته مستقبلاً نظيفاً لتنويع مصادر الطاقة، بالقول: «يسمونها بصديقة البيئة لأنها لا تخلف أي انبعاثات ضارة، مما يسهم في الحفاظ على البيئة، واثبتت انها العلاج الوحيد لفوبيا الفواتير، رغم وجود بدائل فاشلة، فالواح الطاقة الشمسية ليست فقط مصدرًا للطاقة النظيفة، بل هي أيضًا وسيلة لتوفير تكاليف الكهرباء على المدى البعيد، فضلاً عن أن تركيب الألواح الشمسية يساعد في تحقيق الاستقلالية في إنتاج الطاقة ويقلل من الأثر البيئي المنبعث.