سان فرانسيسكو: وكالات
أصبح الذكاء الاصطناعي يُستخدم في كل مكانٍ الآن، وقد اكتسب شعبيَّة كبيرة بفضل برامج الدردشة الآليَّة، والذكاء الاصطناعي التفاعلي الذي يُحدث تغييرات جذرية في القطاعات المختلفة. وفي مجال الأمن المنزلي يعمل الذكاء الاصطناعي بنحوٍ مثالي ويظهر ذلك في كاميرات الأمان المنزلية المدعومة بهذه التقنية.
ومع أن كاميرات الأمان المنزلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا يمكنها إجراء محادثات فإنها قادرة على تعرّف مجموعة متنوعة من الكائنات وإرسال التنبيهات باستخدام أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي المدمجة؛ الامر الذي يعزز أمان المنازل.
خوارزميات معقدة للتعرّف على الكائنات
كاميرات الأمان المنزلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي كاميرات مراقبة مصممة للمنازل، تدعم مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي لتعزيز أمان المنازل، ومع أنَّ هذه الكاميرات لا يمكنها إجراء محادثات مثل: ChatGPT، فإنها تستخدم خوارزميات معقدة لغرض آخر هو تعرّف الكائنات التي تظهر أمامها.
إذ تدرّب الخوارزميات التي تعتمد عليها هذه الكاميرات على العديد من الصور المختلفة حتى تتمكن من تعرّف الأشياء الشائعة التي قد تراها، مثل: الحيوانات الأليفة والإنسان والمركبات.
وعند إقرانها بمزايا اكتشاف الحركة، يمكن لهذا النوع من الكاميرات تعرّف الكائنات وإرسال تنبيهات ذكية لإعلامك بحدوث أشياء معينة، مثل: ظهور طرد أو ظهور شخص غريب عند باب المنزل.
غالبًا تكون هناك خيارات متعددة لتخصيص إعدادات الكاميرا، ما يسمح لك بضبط مزايا معينة بالطريقة المناسبة لك. على سبيل المثال: يمكنك ضبط الكاميرا لإرسال تنبيهات إليك فقط عندما ترى إنسانًا يدخل إلى المنزل.
التعرّف على الوجوه البشرية
بعضها يستطيع التعرّف على الوجوه البشرية، وهو أمرٌ أصبح أكثر شيوعًا بين العلامات التجارية مثل: SimpliSafe وGoogle Nest و Arlo. وتتيح لك مزية تعرّف الوجوه حفظ ملفات تعريف لأفراد الأسرة أو الأشخاص الذين يزورون منزلك بانتظام حتى تتمكن الكاميرا من تعرّف أشخاص معينين.
كما تتيح لك تلقي تنبيهات أكثر استهدافا، وفي بعض الحالات يمكنها أتمتة بعض المهام للحفاظ على أمان المنزل، مثل: فتح القفل الذكي عندما يظهر الوجه المحدد.
كما يمكن لتقنيات مثل: Trusted Neighbor من ADT أيضًا منح الأشخاص المحددين إمكانية الوصول المؤقت، أو تقييد وصولهم في أوقات معينة من اليوم. ويمكن لكاميرات SimpliSafe الذكية إرسال تنبيهات في حال اكتشاف وجه غير مألوف.
تمميز أشياء أخرى
تقتصر معظم تقنيات الذكاء الاصطناعي للكاميرات على تعرّف الأشياء الأساسية، مثل: المركبات والحيوانات والبشر والطرود. ومع استمرار تطور هذه الخوارزميات، فإنها تحصل على قدراتٍ إضافيَّة. ومن أفضل الأمثلة على ذلك برنامج Arlo التجريبي لتدريب الكاميرات على تعرّف أشياء أو حالات معينة مثل: ترك باب المرآب مفتوحا، بحيث يمكن للكاميرا إرسال تنبيه إذا رأت شيئا معينا أو إذا اختفى عنصر معين.
ما هي فوائدها؟
توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة المدمجة في كاميرات الأمان المنزلية العديد من الفوائد وأبرزها:
* إرسال التنبيهات الذكية والحد من الإشعارات العشوائية، مثل: إعلامك فقط عندما يقترب الغرباء من منزلك.
* تعزيز أمن المنزل وتقليل فرص التعرض للسرقة.
* التكامل مع الأقفال الذكية لفتح الباب عند تعرّف شخص معين.
هل توجد عيوب؟
الجانب السلبي لاستخدام كاميرات المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أنَّ المستخدمين الجدد سيحتاجون إلى قضاء بعض الوقت في إعدادات التطبيق الخاص بالكاميرا لمعرفة كيفية التعامل مع مزايا الذكاء الاصطناعي، وما المزايا التي ينبغي تفعيلها وكيف تعمل كل مزية. من ناحية أخرى، تتطلب بعض الكاميرات رسوم اشتراك لاستخدام جميع المزايا، أو قد تثير مخاوف تتعلق بالخصوصية.
يعتمد ذلك على الشركة المصنعة؛ إذ تقدم العلامات التجارية مثل: Eufy و Lorex و Google Nest عادةً مزايا تعرّف الكائنات الأساسية مجانًا. ويتطلب استخدام الكاميرات الخاصة ببعض العلامات التجارية الأخرى، مثل: Arlo و Ring و Blink عادةً رسوم اشتراك للوصول إلى مزايا الذكاء الاصطناعي والتنبيهات الذكية، وتتراوح أسعار الاشتراكات بين 3 دولارات و8 دولارات شهريًا.
خصوصية المستخدم
لا تقدم مزيَّة تعرّف الكائنات العامة سوى القليل من مشكلات الخصوصية. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في نشر مقاطع الفيديو المسجلة باستخدام الكاميرا عبر الإنترنت أو تحميلها على منصة معينة، فقد تطلب الشركة المصنعة للكاميرا استخدام الفيديو للمساعدة في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
أما مزايا تعرّف الوجه فترتبط عادة بمشكلات متعلقة بالخصوصية، إذ تجب مشاركة بيانات الوجه مع الشركات المصنعة لكاميرا الأمان عند إنشاء ملفات تعريف خاصة للأشخاص.
إن كاميرات الأمان المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل ثورة في مجال الأمن المنزلي، إذ تستخدم خوارزميات متقدمة لتعرف الكائنات وإرسال تنبيهات ذكية لتعزيز الأمان. توفر بعض هذه الكاميرات مزايا متقدمة مثل: تعرّف الوجوه؛ ما يتيح تخصيص التنبيهات وإعدادت إمكانية الوصول إلى المنزل حسب الأشخاص.
ومع ذلك، تحتاج بعض الكاميرات إلى إعدادات معقدة وقد تتطلب رسوم اشتراك للوصول إلى جميع المزايا. كما تثير بعض المخاوف المتعلقة بالخصوصية، خصوصًا عند استخدام تقنيات تعرّف الوجه.
ومن المُتوقع أن تتطور كاميرات الأمان المنزلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أكثر في المستقبل، وتقدم خيارات مخصصة أكثر.