حسابات أولمبيَّة

الرياضة 2024/11/05
...

خالد جاسم

برغم أنَّ البعض كان يتمنّى أنْ يكون كلام رئيس اللجنة الأولمبيَّة بخصوص السياسة التي سيتّبعها المكتب التنفيذي في التعامل مع ما تحقق في مناهج الاتحادات الرياضيَّة وتحديداً في المشاركات الخارجيَّة, إلّا أنَّ الثابت والمؤكّد أنَّ هذا الكلام طالما يحمل في طياته ما يُشبه عمليَّة التوقف والمراجعة والتقييم الدقيق لكلِّ مفردات عمل الاتحادات المنضوية تحت خيمة اللجنة الأولمبيَّة, فلا مشكلة في مسألة توقيته لأنَّ الغاية والهدف الأساس واضحٌ وصريحٌ خصوصاً في منظور محاسبة الاتحادات التي شابتْ مشاركة منتخباتها ورياضييها نوعاً من التهاون أو التقصير وانعكاساته على ما تحقق من نتائج كانتْ بالتأكيد مخيِّبة للآمال ولم تعكسْ حتى الحدّ الأدنى من توقعات الاتحادات المعنيَّة نفسها والتي يبدو أنّها عالجتْ مسألة المشاركات هذه بنوع من قصر النظر وعدم التعامل بعلميَّة وموضوعيَّة بشأن مستويات رياضييها ومنتخباتها مقارنة بما تحقق من تطوّر نوعي كبير في المستويات الآسيويَّة والعربيَّة والدوليَّة.
وفي الوقت نفسه فإنَّ تأكيدات رئيس اللجنة الأولمبيَّة بأنَّ المكتب التنفيذي سيمنح الاتحادات المتميّزة التي حققت نتائج جيّدةً المزيد من الدعم والرعاية لأجل تطوير ما حققتْه من نتائج في قادم المشاركات الخارجيَّة هو أمر يصبّ في الاتجاه الصحيح ليس لأجل ترسيخ مبدأ الثواب والعقاب حسب بل لأنَّ رياضتنا يجب أنْ يتعامل معها ومن خلال اتحاداتها المركزيَّة وفق هذا السياق المنطقي الصحيح ولا سيما أنَّ المرحلة الماضية التي سبقتْ المشاركة في الدورة الأولمبيَّة قد شهدتْ بعض المثالب عبر إبقاء باب المشاركات الخارجيَّة العشوائيَّة بل والعبثيَّة مفتوحاً من دون خضوع تلك المشاركات لمنطق الجدوى الفنيَّة المتحققة منها.
كذلك فإنَّ عزم اللجنة الأولمبيَّة على مكافأة وتثمين أصحاب النتائج الجيّدة والمشجِّعة هو أمر واجب بغية خلق الحوافز المشجِّعة لهؤلاء الرياضيين في السعي الحقيقي نحو تحقيق الأفضل والأكثر تميزاً في المشاركات المقبلة الواجب أنْ تخضع لنوع من الفلترة الحاسمة في المقبل من الزمن وفي الدورة الجديدة التي تنتظر الاتحادات المركزيَّة والمكتب التنفيذي بعد أنْ اتضَّحتْ الكثير من المعطيات والحقائق في مشاركتنا الآسيويَّة والدوليَّة والعربيَّة وبلوغ الحال مرحلة تتطلب الكثير من العمل المضني وفق منطق التخطيط العلمي الصحيح وغلق نوافذ الفوضى والارتجال.