د. خير الله سعيد
(قصيدة: (موش انه الك)
في مطلع عام 1970م ، كنا نلتقي أنـا والشاعر الراحل كاظم إسماعيل الكَـاطع في منطقة الجوادر - مدينة الثورة- عند تقاطع شارع الفـلاح وآخر شارع في الجوادر – قطاع 39 حيث كنت أسكن، وعادةً ما تكون لقاءاتنا في المساء، بعـد أن نكون قـد عُـدنـا من ملاعب كرة القدم الترابيَّة في السـدة، كان كاظم في بدايات تكوينه الشعري، وأنـا كـذلك في بداياتي الشعريَّة
أيضـاً.
كانت همومنا السياسيّة (الماركسيّة) هي التي تجمع بيننـا، ذات مساءٍ صيفي، وكان الوقتُ متأخراً، صادفت (أبو وسام) في ذلك المكان، أي عند التقاطع المذكور، وكان من عـادة الشاعر كاظم إسماعيل الكَـاطع، إذا ألحت عليه القصيدة، فإنه يخرج من بيتـه، في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل، حتى يكون متفرغـاً لأجواء القصيدة، سلمت عليه وقلت: شنهي! سوادين الشعر جنهـا هـايضة! قال: إي والله يا أبو سعاد، قلت ماذا تكتب؟ قال هـذه القصيدة (موش آنـا الك) ثم بدأ يقرأ لي أبياتهـا
موش انه الك ..؟
موش انته الي .؟؟
موش انت شذرة جنجلي ..
موش انته إنته
ابتوت گلبك رجدن صهوة هلي ..
موش انت وردة انسفگ دمهه
ابمنجلي ..؟
بيك ابتليت وفرفحت ..
بيه اشعجب! ما تبتلي
وانت الگلت وياك "للواقواق" حدي
وما وصلت لمندلي
جنت اني اظن
زنجار گلبك ينجلي
جا ليش .؟
ليش اعرف ووشل غيظ گلبك
هم يرد وينملي
مربوطة روحي ابحضرتك
ترضه دخيلك ينولي
موش انه الك ؟
موش انت ألي ؟؟
وديتلك صوغة الكَلب .. طرزته ياقوت وحلي
ضميت سري ابشيمتك
وتريد ؟ تسله وتنسلي
وانته السند
وانته لخيم شوگي وتد
وشتنسه عينك ..
من سوالف عيني رد يمدللي ..
موغيم عيني نگط ابدربك وفه
رد ... رد... الي ..
موش انه الك ؟
موش انت الي ؟
موش انته
ابتوت گلبك رجدن صهوة هلي ..
واتمنه ..
اتمنه لو زنجار گلبك ينجلي .
تأملت القصيدة، وهي ما زالت مُـسودة بين يديه، فقلت : فيهـا أشياء جميلة، لا تخضع إلى التنميط المعاصر، من حيث السبك والتعقيد، بل هـي جاءت على البداهـة والسليقة، وتطرقت إلى براءة الحب الفطري، دون تكلف، وهـذا يعطي للقصيدة (براءتها الطفولية) من دون تكلف أو تزويق، ومن ثمَّ فيهـا من الطراوة والحلاوة الشعريَّة من دون إشكال يعقد على المتلقي سلاسة الشرح والتبسيط، ومن ثم هي قصيدة للعامة أكثر منهـا
للخـاصة.
قال: شنهو صايرلي ناقد ترف. ضحكنا سوية ثم تفارقنـا في تلك الليلة.