{الناقد}.. السقوط المريع

بانوراما 2024/11/11
...

علي حمود الحسن    



ينتمي فيلم " الناقد" (2023) الذي اخرجه البريطاني تايلندي الأصل أناند تاكر إلى أفلام السيرة الذاتية، اذ نتابع من خلاله تحولات شخصية جيمي إرسكين (إيان ماكيلين)، الناقد المسرحي المخضرم لصحفية لندنية في ثلاثينات القرن الماضي، والذي عمل فيها لأربعين عاما؛ ناقدا متمكنا مشهورا، لكنه كان مغرورا وقاسيا في احكامه إلى حد البطش بتجارب الناشئين، يتوفى مالك الصحيفة، فتنتقل ملكيتها إلى ابنه ديفيد بروك (مارك سترونغ)، الذي يحاول الحد من شطحات هذا الناقد العجوز، الذي يعاني انشطارا في الذات وميلاً إلى الغواية.. ينتقد جيمي أداء ممثلة مسرحية شابة واعدة تدعى نينا لاند (جميا آرتيرتون)، ويكاد يعصف تاريخها المهني، ما يغيض روب التي يعشقها من طرف واحد، يحال إلى التقاعد مطرودا بسبب عمل فاضح ارتكبه، يرتكب جيمي جرائم وينتهي به المطاف إلى قبضة العدالة.  

 ثلاثة خطوط سردية تتقاطع من دون تحولات حادة – على الأقل في ثلاثة ارباع الزمن الفيلمي- ومعظمها يصب في الحياة الملتبسة للناقد غير المحبوب، الذي يبتز الممثلة الناشئة نينا لاند، اذ يخيرها بين المجد والشهرة، أو تدمير مستقبلها المهني، مقابل الإطاحة بروب، فيما ركز الخط الثاني على علاقته القلقة مع مالك الجريدة روب الذي حذره كثيرا من سلوكه المشين وقسوته على الفنانين وكتاب المسرح الناشئين، يحيله على التقاعد مطرودا، فيتحول إلى وحش أدمى ويوقع بروب من خلال نينا لاند، ثم يهدده بالفضيحة.. ينهار روب وينتهي به المطاف منتحرا، الخط السردي الثالث يتمثل بعلاقة رسام البورتريه ستيفن وايلي (بن بارنز) المتزوج من ابنة روب التي ترث الجريدة بعد وفاة ابيها، والذي يعيش قصة حب عنيفة مع لاند، التي تصده حفاظا على اسرته، لكنها تلجأ اليه بعد تآمرها على روب بتحريض من جيمي الذي أصبح مسعورا بعد فقد وظيفته، تتشابك الاحداث وتتواتر، اذ تواجهه لاند جيمي في بيته وتخبره بنيتها اخبار الشرطة بما حصل، يحاول ثنيها من دون جدوى، فيقتلها خنقا، ثم يدفنها بمساعدة سكرتيره توم (الفريد آنوك)، الذي لا يتحمل أن يكون شاهدا على جريمتين، فيعترف لابنة روب المقتول غيلة  بما حصل، لينال الناقد 

جزاءه ..

  قدم الممثلون أداءً متقدما لا سيما الثلاثي: أيان ماكلين بدور جيمي الشخصية الإشكالية والمركبة، ومارك ارستونغ، الذي جسد شخصية روب النبيل والارستقراطي الموزع بين عشقه للفنانة الشابة وبين ولائه لأسر، وادت جيما ارتيرتون شخصية نينا لاند الفنانة الطموحة والجميلة المعشوقة من الجميع، التي لا تتوانى عن ارتكاب جريمة من أجل مجدها المسرحي، وكان لديكور الفيلم والازياء دور كبير في تجسيد مرحلة الثلاثينيات الواعدة بالأماني، وربما بالحروب (إشارات لصعود النازية والفاشية في

أوروبا) .