بغداد: حازم محمد حبيب
ينطلق، اليوم الإثنين، مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ بنسخته الـ 29 المنعقدة في العاصمة الأذربيجانية باكو للفترة من 11 إلى 22 تشرين الثاني 2024 . ويترأس وفد العراق، رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ومشاركة وزارة البيئة وعدد من الجهات المعنية والدوائر المعنية في إقليم كردستان، فضلاً عن الوفد المفاوض".
ووفقاً لمعنيين، فإن "مؤتمر الأطراف، المزمع عقده هذا اليوم، لم يعد مجرد مؤتمر سنوي يبحث في قضايا التغير المناخي فحسب، بل بات أجندة ملحّة في سياسات الدول، لاسيما للدول الأكثر تضرراً كالعراق، وهذا ما تؤكده الأهمية القصوى التي توليها الحكومة لهذا الحدث على مدار العام.
وذكر بيان للدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية، تلقته "الصباح" أن "رشيد، سيتجه اليوم الاثنين إلى جمهورية أذربيجان في تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الأذري إلهام حيدر علييف للمشاركة في قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP29) المنعقدة في العاصمة الأذربيجانية باكو".
وذكر البيان، أن "وفداً حكومياً سيرافق رئيس الجمهورية، يضم كلاً من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، ووزير الصحة الدكتور صالح الحسناوي، ورئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية فالح الخزعلي، فضلاً عن عدد من المسؤولين والمستشارين".
بدوره، ذكر الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، آوكي لوتسما، في حديث لـ "الصباح" " أن "مشاركة العراق في مؤتمر المناخ تجسد التزاماً واضحاً ببناء مستقبل بيئي مستدام يعزز رفاهية مواطنيه ويقوي مكانته كقائد إقليمي في قضايا المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ونحن نفخر بشراكتنا مع العراق وبدعمه على مدار مسيرته في مواجهة تحديات التغير المناخي".
وأضاف لوتسما، أن حضور الرئيس العراقي بمؤتمر المناخ سيعكس التزام العراق بمعالجة أزمة المناخ العالمية، حتى مع الاضطرابات الإقليمية الحالية ومتطلبات التعافي الداخلي التي قد تبدو لها الأسبقية، وهذا ما أكده رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بتوجيهه ودعمه المستمرين للمشاركة في المؤتمر باعتباره أحد أولويات البرنامج الحكومي.
وأشار الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة، إلى أن "الالتزام يعكس شعور مواطني العراق، لاسيما في المناطق الجنوبية والوسطى، بشكل مباشر بموجات ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة وشحّ مياه قاسية وتضاؤل كبير للموارد الزراعية، وكل هذه العوامل جعلت من مستقبل العراق وقابليته للعيش مسألة تعتمد على استجابته السريعة لتداعيات التغير المناخي، وجعلت من مشاركة العراق بالمؤتمر دليلاً واضحاً على بعد نظره في هذا الملف.
وبين لوتسما، أن "الدراسات تشير إلى أن حوض بلاد ما بين النهرين، مهد الحضارة، قد يصبح يعاني كثيراً إذا استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع دون هوادة، ويواجه العراقيون نقصاً في المياه، بسبب انخفاض تدفق نهري دجلة والفرات، وهو تحدٍّ بالغ الأهمية حيث يعتمد حوالي 70 بالمئة من المياه العذبة في العراق على هذه الأنهار، لذا فإن هذه العوامل جعلت العراق إضافةً إلى موقعه وأزماته يُصنَّف كأحد أكثر البلدان تأثراً بالتغير المناخي.
وأضاف المتحدث الأممي، لم تكن مشاركة العراق في أحداث مؤتمر الأطراف الأخيرة مجرد مشاركة اعتيادية، ففي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، لم يحضر العراق فحسب، بل أنشأ جناحه الخاص، ونظم جلساتٍ بحضور ملفت وبشكل غير متوقع. هذا العام في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو، من المتوقع أن يُكرر العراق هذا النجاح، ويُعزز دوره بتمثيل كبير، وهذه أيضاً لن تكون مشاركة تقليدية حيث تم انتخاب العراق قبل أشهر قليلة لتمثيل المجموعة العربية في المفاوضات الفنية الرئيسة بشأن تغير المناخ في بون، ألمانيا هذا العام - وهو إنجاز بارز.
ويرى المسؤول الأممي، أن "العراق وبصفته ممثلاً للمجموعة العربية، سيدافع عن مواضيع مركزية لاحتياجاته واحتياجات المنطقة، ويتولى مندوبوه قيادة قضايا حاسمة كتغير المناخ، والنقل البحري، ويعمل هذا الدور على تعزيز صوت العراق، وعرض تحديات البلاد والحلول المقترحة على الساحة العالمية، فمن الواضح أن الأداء الحكومي يؤكد على أن موضوع تفادي آثار التغير المناخي ليس مجرد سياسة – بل بات مسألة وجودية للعراق.