سعاد حسن الجوهري
لا يخفى على أحد أنه ومنذ بداية الأزمة الأخيرة في غزة، وعملية طوفان الاقصى، ومن ثم اتساع رقعة الحرب إلى الجنوب اللبناني والكوارث الانسانية التي تحصل هناك، يبذل العراق الجهود الكبيرة لحشد الرأي العام العربي والعالمي للوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني في محنتهما.
رسائل إلى جامعة الدول العربية وايضا الاتحاد الاوربي والدول الاخرى لعدم الوقوف موقف المتفرج أزاء ما يحصل، إضافة إلى احتضان عاصمتنا بغداد، اجتماعات طارئة على مستوى العرب والدول الاسلامية أو حتى أكبر وأوسع من ذلك للإسراع بإيجاد الحلول الناجعة لكرة النار المتدحرجة.
وحتى اللقاءات التي يجريها رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني مع مبعوثي وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، لم تخرج عن هذا الإطار في مسعى لإدخال دول المنطقة والاتحاد الاوربي والعالم لحل هذه الأزمة.
فإلى جانب التفاعل الشعبي العراقي مع القضيتين الفلسطينية واللبنانية، يبرز دور الجهد الدبلوماسي العراقي في كل محفل ثابت شعباً وحكومة تجاه الشعبين الشقيقين، بغية تحقيق تطلّعاتهما ونيل كامل حقوقهما المشروعة.
وعلى صعيد التفاعل الخارجي مع دور العراق الاخوي النبيل، فان المشاعر النبيلة التي أفصح عنها القادة الأصدقاء والأشقّاء، أكدت حرص الجميع على موقع العراق وفاعليته الناشطة في محيطه الإقليمي والدولي.
هذا الحرص العراقي - ومن دون أدنى شك - دليل على إيمانه بأن نصرة القضية الفلسطينية وايضا الانتصاف لمحنة الشعب اللبناني يعني انتاج بيئة سياسية آمنة ومستقرة في منطقتنا المهددة باتساع رقعة المناكفات.
فلو عدنا قليلا للوراء لوجدنا في كلمات العراق الاخيرة بالامم المتحدة نلاحظ النقاط التالية:
1- موقفه الثابت بأن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يأتي إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة الحقوق.
2 - التاكيد العراقي يتضمن حق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
3- العراق يحذر دائما من مغبة التعامل الخاطئ مع القضية الفلسطينية والسماح للبعض بتصوير هذه القضية على أنها حرب دينية.
إذاً لطالما حث العراق المجتمع الدولي إلى استثمار حالة الزخم، التي عادت به القضية الفلسطينية لبؤرة الاهتمام الدولي، فلماذا إذًا تأخر العالم عن إنجاز هذا التأكيد على أرض الواقع؟
الكل يعلم أنه لا مناص عن المضي قدماً في مفاوضات مباشرة وجادة برعاية الدول العربية والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة مع التأكد على ان ما يتم الاتفاق عليه خلال تلك المفاوضات سيكون محل موافقة والتزام جميع الأطراف.
من هنا فإن العراق لا يقيم أي علاقات مع إسرائيل وترفض الحكومة وأغلبية القوى السياسية التطبيع معها، في وقت عكفت بغداد على حث جميع الفصائل الفلسطينية على توحيد موقفها السياسي ونبذ الخلافات بينها، لتصبح الكرة في ملعب تلك الفصائل ازاء هذه النصيحة العراقية المخلصة.
الموقف العراقي رافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل كونها لا تزال تحتل أراضي عربية في فلسطين وسوريا ولبنان منذ 1967 وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
الموقف العراقي الحكومي من العدوان الإسرائيلي الاخير على غزة ولبنان كان واضحا بالقول: إرهاب واضح، في مسعى يمثل دعوة لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.
خاتمة القول:
العراق هو الحاضر في كل الملفات الساخنة، دور ريادي بارز في المنطقة والعالم، خاصة في تلك الملفات التي تتعلق بالدول الشقيقة وعلى رأسها الشعبان الفلسطيني واللبناني وقضيتهما العادلة، كلنا نعقد الامل على نجاح هذه الجهود وإنهاء معاناة ومحنة شعبيهما الشقيقين بأسرع وقت ممكن.