الرياض: الصباح
أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن العراق يجدد بقوة طرح مُبادرته نحو إنشاء صندوق عربي وإسلامي لإعمار غزة ولبنان، وفي كلمته أمس الاثنين أمام القمة العربية – الإسلامية في الرياض أشار إلى أن العراق وقف ولا يزال مع التهدئة وضد كل أشكال التصعيد، لكنه في الوقت ذاته يدعو لموقف حازم من أجل إيقاف وإنهاء العدوان الصهيوني.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته "الصباح"، أن "رئيس الوزراء محمد السوداني، شارك في القمة العربية والإسلامية المشتركة، التي استضافتها المملكة العربية السعودية؛ لبحث استمرار العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة" .
كلمة رئيس الوزراء
وبيَّن السوداني- في كلمة العراق التي ألقاها خلال القمة - أن "الصراع لم ينطلق في (7 تشرين الأول 2023) كما يصوره البعض، في تغافل متعمَّد لعقود من الاحتلال والتهجير واغتصابِ الأرض والتجاوز على الشرائع الدَّولية وحقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن "العدوان الصهيوني المستمر تسبَّب في سقوط آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وملايين النازحين، جلّهم من النساء والأطفال، في صورة دموية مسجَّلة بالصوت والصورة، وبتجاهل من الدول الكبرى والمجتمع الدولي" .
وأكد، أن "العراق وقف ولا يزال مع التهدئة وضد كل أشكال التصعيد، وقد حذّر مراراً من هدف الكيان بتوسعة ساحة الصراع، والتسبب بحرب شاملة، تزيد من معاناة شعوب المنطقة، وتؤدي إلى عواقب اقتصادية وخيمة في منطقة تمد العالم كله بالطاقة" .وجدد السوداني طرح مبادرة العراق، بـ"إنشاء صندوق عربي إسلامي لإعمار غزة ولبنان، ومواجهة الدمار الشامل وإسناد الشعوب المنكوبة، ومنع تحقيق هدف العدوان في إزاحة صاحب الأرض" .ولفت إلى، أن "المجتمع الدوليّ، بمنظماته الأممية وقواه الكبرى، فشل بشكل واسع في وقف التصعيد ومنع الإبادة الجماعية، والجريمة التي تتعرّضُ لها غزة ولبنان"، موضحاً أن "فشل المجتمع الدولي أسهم في تمادي العدوان، وامتد إلى لبنان، الدولة ذات السيادة، ليقترف فيها الكيان جرائمه بأبشع صورة" .
وأكد، أن "الفلسطينيين هم أصحاب الحق والقضية والأرض والقرار، وليس من حق أحد أن يتنازل أو يتفق نيابة عنهم"، مبيناً، "ندعم قيام دولة فلسطينية على كامل ترابها، وعاصمتها القدس" .وبين السوداني، أن "المطلوب موقف قوي وحازم، ذو مصداقية، لإظهار إرادة توقِف الحرب، وإنهاء معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني"، موضحاً، أنه "يتوجب على جميع الدول العربية والإسلامية الإسهام بواجب الإغاثة" .وتابع: "التزامنا بإغاثة شعبنا في فلسطين ولبنان مسؤولية إنسانية، ونسعى إلى إيجاد ترتيباتٍ فعالة يشتركُ فيها الجميع لمنع التجويع المتعمد"، مشيراً إلى، أنه "آن الأوان لنتحرّك وفق الثـقل الحضاري والاقتصادي والسياسي لبلداننا مجتمعة، في عالم تسودهُ التكتلات والأحلاف الاقتصادية ".
وأكد رئيس الوزراء، "حان الوقت لحكوماتنا أن تنجز التنمية عبر ترسيخ القيم الاعتباريةِ لأكثرَ من مليارٍ ونصفِ المليار مسلم، أُهينت مقدّساتهم، واستضعف الصهاينة جانبهم، فأقدموا على اقتراف جريمةٍ تجاهَ فلسطينَ ولبنان"، لافتاً إلى، أنه "عارُ الإنسانية سيلاحق كل من أسهم في قتل بريءٍ أو كان عوناً للظالم على المظلومين" .
لقاءات السوداني
وكان رئيس الوزراء وصل إلى العاصمة السعودية الرياض صباح أمس الاثنين، للمشاركة في القمة العربية والإسلامية المشتركة الخاصة ببحث العدوان على غزّة ولبنان.وعلى هامش القمة التقى رئيس الوزراء، نظيره اللبناني نجيب ميقاتي، وشهد اللقاء استعراض آخر التطورات في مجريات العدوان الصهيوني المستمر على لبنان وغزّة، والجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب، ومنع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
وجدد السوداني لميقاتي تضامن العراق الكامل مع لبنان وشعبه الشقيق، ووقوفه إلى جانب كل الجهود الرامية لحماية الشعب اللبناني وسيادته على أرضه، في ظرف حساس وحرج إزاء ما يتعرض له من عدوان، فضلاً عن تأكيده مُضي العراق في إرسال مواد الإغاثة والمساعدات بما يعضّد من صمود الشعب اللبناني.من جانبه، أعرب ميقاتي عن تقديره لمواقف العراق الداعمة والمبدئية إزاء لبنان، مؤكداً ضرورة تكثيف الجهود والعمل العربي والإسلامي المشترك لوقف العدوان على لبنان وغزة.كما التقى رئيس الوزراء، وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، التي شهدت تطوراً في الآونة الأخيرة في مجالات عدة، كما تمّ استعراض تطورات الأوضاع والمواقف، وتفاقم الأحوال الإنسانية في الأراضي المحتلة وجنوب لبنان.
وأكد الجانبان ضرورة تنسيق المواقف وحشد الجهود لوقف الحرب، وإغاثة الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، وثمّن السوداني الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لعقد القمة التي دعا العراق لعقدها سابقاً.
وجدد رئيس الوزراء، موقف العراق الثابت والمبدئي في دعم الجهود الرامية إلى منع توسعة الصراع في المنطقة، وأن تأخذ الدول الكبرى والمنظمات الدولية والأممية كامل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية لمنع استمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزّة، والعمل الدولي لإغاثة المنكوبين ووقف مساعي التدمير الصهيونية.
والتقى السوداني في الرياض الرئيس السوري بشار الأسد، وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة للشعبين الشقيقين.وأكد الجانبان ضرورة تنسيق المواقف والخروج بمقررات حاسمة خلال القمة؛ من أجل إيقاف العدوان الصهيوني المستمر على غزة ولبنان، وكذلك وجوب أن تتحمل الدول الكبرى والمنظمات الدولية مسؤولياتها تجاه التجاوزات التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد المدنيين في الأراضي المحتلة ولبنان.