د. عدنان لفتة
ذاهبون إلى مباراة الحسم في تصفيات كأس العالم أمام المنتخب الأردني الخميس، هي النبض الذي نعيشه في العراق بانتظار فرحة الانتصار وطمأنينة الاقتراب من بطاقة التأهّل المستحقة.
مباراة العمر للاعبينا المطالبين بالتفوّق على أنفسهم بأداءٍ ملحمي، يُمثلون فيه أحلامنا، يجتهدون لإنجاز طموحنا بمواصلة النجاحات على أرض البصرة الغالية، مباراة نقاطها ليستْ ثلاثاً كما بقيَّة المباريات بل ستّ نقاطٍ في عُرف التنافس والصراع في أنْ تجتاز منافسك المباشر وتتقدَّم عليه خطوةً، وتُعرقل مساعيه للوصول قبلك إلى المركز الثاني في المجموعة.
لاعبونا عليهم إدراك أهميَّة هذه المباراة لأنفسهم كتاريخٍ يُكتب وكسيرةٍ ذاتيَّةٍ وضّاءةٍ لكلِّ فردٍ فيهم، ولبلدنا كمنفذ للسعادة والتفاؤل وتجاوز كلِّ الصعاب المحيطة بحياتنا، ولكرتنا كاستحقاقٍ طبيعي يُؤهِّلنا كي نكون من فرسان المونديال المقبل تتويجاً لعطاء أبناء العراق وتأكيداً لمهاراتهم وجدارتهم ببلوغ البطولة العالميَّة الأولى.
ساعة ونصف الساعة من الزمن تتطلبّ تركيزاً عالياً، وهدوءً واثقاً، وأداءً قوياً، ومعنوياتٍ عالية لا تعرف الاهتزاز مهما حدث في المباراة، هي موعد مع التاريخ ولا نريد أنْ نُضيّع فيه الفرصة لحسم الأمور بأيدينا وعدم انتظار الهدايا من الآخرين كما كنا نفعل في تجارب كثيرةٍ على مدى التاريخ.
المدرِّب الإسباني كاساس على المحكّ لإثبات قدرته التدريبيَّة على وضع التكتيك المناسب واختيار الأدوات الأفضل المتمكّنة من القيام بأدوار التنفيذ الأسلم لمفردات المباراة، عليه وأفراد الجهاز الفني وضع القراءة المناسبة للمنافسين والقراءة المنطقيَّة لفريقنا لكسب هذه المباراة بإرادةٍ حديديَّة.
جمهورنا سيقع عليه العبء الأكبر في دعم فريقنا ومساندته طوال زمن المواجهة وأنْ يكون ضاغطاً على المنافسين، مرعباً لهم بأصواته وتشجيعه الرياضي الأصيل المحفز، رافعاً من قدرات لاعبينا ومشجِّعاً لهم نحو تحقيق النصر، هي مباراة الأمل التي ننتظرها بفارغ الصبر، استثمروها وتمسَّكوا بها فالفرص لا تأتي كثيراً على بوابة التاريخ، سنحتفل بكم إنْ شاء الله مع إبداعكم وحماستكم فكونوا في يومكم الحافل بالمسرّات المستحقة لأبناء الرافدين الغيارى.