فائق يزيدي

ممَّا لا شك فيه أنَّ الحرب التي يقودها الكيان الصهيوني ضد غزة ولبنان منذ أكثر من 15 شهراً تعدُّ واحدة من أعنف الحروب التي يقودها الكيان الغاشم في المنطقة منذ عقود، فآلة القتل الصهيونيَّة ونتيجة لما تعيشه من حالة وهنٍ وفشلها في حسم الحروب لصالحها خلال أسابيع أو أشهر معدودة، تنفذ هذه الآلة أبشع الجرائم ضد الإنسانيَّة وتمارس إبادة جماعيَّة بحق أهالي غزة ولبنان بشكلٍ ممنهج، فهي تقصفُ المناطق السكنيَّة وغير السكنيَّة وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال من دون تمييز، وتصرُّ على المضي في هذه السياسة الإجراميَّة التي تركت وراءها ضحايا بالآلاف من الشهداء والجرحى، وملايين النازحين من مناطقهم.
بالتزامن مع هذه الجرائم المنظمة، فإنَّ وقف هذه الحرب الإجراميَّة بحاجة إلى جهود دعمٍ على أكثر من صعيد، لا سيما الإنساني وتقديم المساعدات والإغاثة للتخفيف من وطأة المعاناة التي تسببت بها آلة القتل الصهيونيَّة، فضلاً عن جهودٍ دبلوماسيَّة لإيقاف الحرب، ولعلَّ العراق هو من دول المنطقة السباقة لذلك، فمنذ اليوم الأول عمل على مدّ جسورٍ جويَّة لإرسال المساعدات الإغاثيَّة إلى غزة التي تصمد أمام جرائم جيش الاحتلال، حيث أرسل في حزيران الماضي أكبر قافلة مساعدات غذائيَّة وطبيَّة للأهالي هناك.
دور العراق الإنساني كان بارزاً في دعم لبنان أيضاً الذي يتعرض هو الآخر لحربٍ تدميريَّة على يد الكيان الصهيوني ويستهدف المدن والبلدات المختلفة بما فيها العاصمة بيروت، وانطلقت حملة إغاثيَّة منظمة بعد دعوة من المرجعيَّة الرشيدة في أواخر أيلول، تضامناً مع الشعب اللبناني، واستجابة لدعوة المرجعيَّة الرشيدة.
بموازاة ذلك فإنَّ دور العراق الدبلوماسي لا يقلُّ أهميَّة عن دوره الإنساني في إيقاف الحرب، إذ يبذل قصارى الجهود عبر المحافل الإقليميَّة والدوليَّة لإيقاف الحرب في مبادرات عدة يقودها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وكان ذلك واضحاً من خلال إعلان دعمه لجميع المبادرات الدوليَّة الهادفة إلى وقف إطلاق النار، مع تحديد فترة زمنيَّة لإفساح المجال للحوار والمفاوضات.
إنَّ هذه المواقف العراقيَّة تعبّرُ عن حرصٍ شديدٍ على غزة ولبنان وأهلهما، كما تجسد الدور العراقي في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، فضلاً عن أنَّ هذه المواقف تعزز مكانة العراق إقليمياً ودولياً، ولا يزال يبذل العراق الجهود والمحاولات الدبلوماسيَّة على أكثر من صعيدٍ لإيقاف العدوان الصهيوني ومنع اتساع رقعة الحرب، مع التأكيد على الثوابت التي يؤمن بها وينطلق منها في مساعيه لوقف آلة الحرب والقتل الصهيونيَّة، وعلى رأسها موقفه الثابت بدعم نضال الشعبين الفلسطيني واللبناني، واستنكار جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحقّهما.