شنغهاي: أ ف ب
ستكشف الصين النقاب عن طائرة مقاتلة لا يرصدها الرادار ومسيّرات هجومية في معرض جوي كبير هذا الأسبوع، يترقبه الخصوم والمحللون على حدٍ سواء لما قد يتضمنه من مؤشراتٍ نادرة على تطوير بكين لمعداتها العسكريَّة.
سيتم أيضاً استعراض العلاقات الوثيقة بين البلاد وموسكو في معرض الصين للطيران، الذي يعرض قطاع الطيران المدني والعسكري كل عامين في مدينة تشوهاى الجنوبية.
ويتزامن المعرض هذا العام مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس سلاح الجو لجيش التحرير الشعبي.
وقامت بكين باستثمار الموارد بهدف تحديث وتوسيع قدراتها الجويَّة، بينما تواجه الولايات المتحدة وغيرها حول نقاط التوتر الإقليمية مثل تايوان.
وتم إرسال عدد قياسي من الطائرات الحربية الصينية حول الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، على مدى السنوات القليلة الماضية.
مقاتلة متعددة الأغراض
ويؤكد محللون أن الطائرة الجديدة (جاي - 35 أي)، التي توصف بأنها "مقاتلة متعددة الأغراض متوسطة الحجم"، تبدو مشابهة في التصميم لطائرة إف 35 الأميركية، لكن التفاصيل قليلة.
ويقول جيمس تشار الخبير في الشؤون العسكرية الصينية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة "من غير المرجح أنْ يكشف أداؤها في المعرض الكثير عن قدراتها، لكنْ حقيقة أن جيش التحرير الشعبي واثقٌ بما يكفي للكشف عنها الآن قد تكون علامة على اعتقاد قيادته العليا بأنَّ المشروع سيصل إلى رحلاته التجريبية النهائية قريباً".
وبحسب المحللين فإنه في حال تشغيلها، ستصبح الصين الدولة الوحيدة الأخرى المعروفة في العالم التي لديها مقاتلتا شبح في الخدمة بعد الولايات المتحدة.
ولأول مرة، ستكون طائرة بحرية تابعة لجيش التحرير الشعبي حاضرة في العرض الجوي، وفقاً لقناة "سي سي تي في " الحكومية.
ويشير تصميم الطائرة "جاي-15 تي" الى أنه قد يكون مخصصاً للاستخدام على أحدث حاملة طائرات صينية، فوجيان.
وبحسب وسائل الإعلام الرسمية، سيكشف عن قطعة رئيسية أخرى من الأجهزة التي ظهرت لأول مرة هي نظام صواريخ أرض - جو HQ-19، المصمم لاعتراض الصواريخ البالستية والمركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت.
حرب المسيّرات
وبينما اضطرت الصين إلى بذل جهودٍ كبيرة لمواكبة واشنطن عندما يتعلق الأمر بمعظم التكنولوجيا العسكرية التقليدية، يختلف الأمر في مجال الطائرات المسيّرة تهيمن الصين على السوق التجارية.
وسيتم أيضاً عرض مسيّرة "اس اس" الضخمة والتي يمكنها إطلاق أسراب من الطائرات المسيّرة الأصغر حجماً بسرعة لجمع المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن الضربات - في المعرض، بحسب ما أوردت صحيفة " ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
ويرى شيو جيه شيانغ من معهد تايبيه لأبحاث الدفاع الوطني والأمن أن المسيّرات الأخرى المعروضة قد تكون طائرات بدون طيار انتحارية أو طائرات ذات قدرات خفية أو قدرات خاصة أخرى.
وقال شيو "لا تزال الولايات المتحدة تمتلك أفضل الطائرات المسيّرة فيما يتعلق بالأداء، لكن الصين قوة عظمى في مجال الطائرات المسيّرة أيضا".
وأشار الى أنَّ المسيّرات الأميركية تخضع لضوابط تصدير صارمة تعني سوقاً أكبر للطائرات الصينية - بما في ذلك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يمكنهم التعلم من الخبرة القتالية.
أهمية متزايدة
وسيضم المعرض الجوي لأول مرة منطقة مخصصة للطائرات المسيّرة، ما يعكس الأهمية المتزايدة لها في مناطق الحرب، بما في ذلك
أوكرانيا.
والشهر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن عقوبات تستهدف الشركات التي تتخذ من الصين مقراً لها والمرتبطة بإنتاج طائرات مسيّرة استخدمتها موسكو في
الصراع.
وعززت موسكو علاقاتها العسكرية والدفاعية مع بكين.
وسيحضر سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو المعرض، حيث ستقوم المقاتلة الشبح سو-57، الأكثر تقدماً في بلاده، برحلة استعراضية.
ويوضح تشار أنه "لا يمكننا استبعاد احتمال أن يكون نفوذ بكين على موسكو قد ترجم بالفعل إلى الوصول إلى بعض أكثر التقنيات العسكرية الروسية تقدما"، رغم أنه حذر من أنهم "ليسوا حلفاء" بالمعنى
التقليدي.