علي حنون
تقع مباراتنا أمام الأردن، التي يُضيِّفها ملعب (جذع النخلة) اليوم الخميس على جانبٍ كبيرٍ من الأهميَّة ليس فقط في الجانب الفنّي وإنما في ضفافها الأخرى، التنظيميَّة والأمنيَّة والجماهيريَّة، لأنها- في ظلِّ عمليَّة التحشيد، التي تحظى بها- تقدَّمت الاستحقاقات الماضية وبدتْ كأنها مباراة تتويج لا مناص من الظفر بنتيجتها، لذلك نرى أنها من الناحية الفنيَّة تُمثل تحدّياً للكادر الفني العراقي، الذي ينشد الظفر بنتيجتها لفضِّ الشراكة ولمُواصلة التقدّم، من هنا نتطلع جميعاً لأنْ يكون مُدرِّبنا كاساس على الموعد في رسم خارطة إداءٍ تُساير المنطق الفنّي المُتوقع للمنتخب الأردني وأن تكون إفادته من إمكانات لاعبينا واضحة وإيجابيَّة مع الركون إلى قرار المُبادرة باستمرار والالتفات إلى جانب تحصين مناطق دفاعاتنا.
وفي الجانب التنظيمي والأمني، فإنَّ الأمر في هذين الموضوعين لا يقلّ أهميَّة عن النتيجة الفنيَّة للمباراة لأنَّ هذه المُواجهة- بحكم تراكُماتها- ستكون تحت أضواء المُتابعة الدقيقة, وأيّ خللٍ في مفصل، فإنَّ هناك من سيدفع باتجاه ضربنا في جانبٍ معيَّنٍ وهذا أمر مُتوقع لطالما أنَّ مُحاولة التأثير في رحلة الأسود في التصفيات الحاسمة هي غاية مهمَّة لدى البعض، لذلك فإنَّ المسؤوليَّة تَفرض على الجميع دعم كلِّ جهدٍ وطني يُؤمِّن لنا المرور بسلامٍ وعبور كلِّ حاجزٍ يُمكن أنْ يستهدف مسيرة الأسود في تصفيات إثبات الوجود.
وفي ما يتعلّق بجماهيرنا، فإنَّ هذا الملفَّ هو الأكثر حساسيَّة والأخطر لأنه في حال تمَّ رصد مُخالفة، فإنَّ الثمن سيكون حرماننا- لا سمح الله- من أداء مُبارياتنا المقبلة على أرضنا، وهذا وتر لا شكَّ أنَّ هناك من سيعزف عليه من أجل إصابة هذه الغاية، التي نقف على يقينٍ بوجود من سيدفع باتجاهها، وعليه فإنه تقع على عاتق جماهيرنا الوفيَّة، مسؤوليَّة كبيرة جدّاً ولاسيما في مباراة اليوم، لطالما اعتقدنا برغبة استغلال أيِّ هفوةٍ وأيِّ شعارٍ وأيِّ صورةٍ وأيِّ تصرّفٍ وتسويقه ليكون دليلاً على خروجكم عن النصف، وبالنتيجة فإنَّ منتخبنا الوطني هو من سيدفع الثمن غالياً.