السوداني: استقرار الإقليم من ركائز استقرار العراق
بغداد: الصباح
دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة في إقليم كردستان العراق، وبينما أكد أن الاستقرار السياسي في الإقليم ينعكس بالإيجاب على كافة أرجاء العراق، شدد على ضرورة استكمال الحوارات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في مجال الرواتب واستئناف تصدير النفط وكل ما له علاقة بتطلعات المواطنين في عموم البلاد. والتقى رئيس الوزراء عقب وصوله إلى أربيل أمس الأربعاء، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، وذلك في مستهل زيارة شملت مدينتي أربيل والسليمانية.
وهنَّأ السوداني، في مُستهل اللقاء، رئيس حكومة الإقليم بنجاح انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق، كما جرى بحث الملفات المشتركة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، وفي مقدمتها جهود استئناف تصدير النفط من الإقليم، والتأكيد على أهمية تنظيمها بما يحقق تطلعات المواطنين في عموم البلاد، إضافة إلى أهمية تطبيق قرار المحكمة الاتحادية في ما يتعلق برواتب الموظفين الحكوميين في الإقليم.
الاستقرار السياسي
وأشار رئيس الوزراء، إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار السياسي في الإقليم، و إلى أنه جزء أساسي من ركائز الاستقرار في بغداد وعموم العراق، مؤكداً ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، حيث أبدى استعداد الحكومة الاتحادية لتقديم المساعدة في هذا الملف، إلى جانب أهمية استمرار مستويات التعاون الحالي بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على المستوى الوطني.
كما جرى التطرق إلى الاستعدادات الخاصة بإجراء التعداد السكّاني، وضرورة بذل أقصى جهد من أجل ضمان إتمامه بنجاح، خصوصاً بعد حسم الجوانب الفنية مع هيئة الإحصاء في إقليم كردستان العراق، لما يمثله هذا الأمر من أهمية في دعم خطوات التنمية والتخطيط في كل القطاعات المساهمة في ارتقاء وتقدم العراق.
واستعرض اللقاء تطورات الوضع الإقليمي، خصوصاً مع إصرار قوات الاحتلال الصهيوني على توسعة نطاق الحرب، إذ جرى التأكيد على ضرورة تنسيق المواقف، بما يحفظ أمن وسيادة البلد.
لقاءات مثمرة
كما التقى رئيس الوزراء في أربيل، رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني.
وأعرب السوداني عن تهانيه بمناسبة نجاح انتخابات برلمان إقليم كردستان، مؤكداً دعمه للحوارات بين القوى السياسية بالإقليم لتشكيل الحكومة الجديدة، كما شهد اللقاء مناقشة مجمل القضايا على المستوى الوطني، ومنها الملفات المشتركة وضرورة إيجاد المعالجات لها وفق ما نص عليه الدستور، وكذلك التأكيد على تنسيق الجهود من أجل إسناد الحكومة الاتحادية في تنفيذ برنامجها، والتعاون مع حكومة الإقليم في مختلف المجالات والقطاعات التنموية.
وأكد رئيس الوزراء أهمية استمرار التعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، في ملفات عدة والذي أثمر سابقاً عن حل الكثير من المسائل المشتركة، فيما ثمَّن بارزاني الدعم المهم في مختلف المجالات الذي قدمته الحكومة الاتحادية، مؤكداً أن هذا الدعم كان أحد الأسباب الرئيسة في نجاح الانتخابات في الإقليم.
واستعرض اللقاء آخر التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، حيث جرى التأكيد على مواقف العراق الثابتة والمبدئية إزاء التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار والحرص على سيادة العراق.
والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أربيل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ضمن زيارته أمس الأربعاء إلى إقليم كردستان العراق.
نجاح الانتخابات
وهنأ السوداني خلال اللقاء بنجاح انتخابات برلمان الاقليم، مؤكداً أن هذا النجاح ينعكس إيجاباً على مجمل أنحاء العراق وليس الإقليم لوحده، وأشار إلى أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة، والحفاظ على الاستقرار السياسي في الإقليم الذي يعضّد استقرار مجمل العملية السياسية في العراق.
وثمّن رئيس الوزراء، الروح الإيجابية التي تعمل بها حكومة الإقليم إزاء الملفات المشتركة مع الحكومة الاتحادية، مشيراً إلى أن الحكومة خلال عامين قطعت شوطاً كبيراً في بناء الثقة مع حكومة الإقليم، ومعالجة الكثير من المشكلات بناءً على الرغبات القوية المشتركة في تجاوز الخلافات.
وجرى خلال اللقاء البحث في الحوارات الجارية بين القوى الفائزة بالانتخابات، إذ أبدى السوداني استعداده للعمل وتقديم المساعدة في تقريب وجهات النظر، للإسراع في تشكيل حكومة الإقليم الجديدة.
من جانبه، بيّن بارزاني أن الدور الإيجابي لرئيس مجلس الوزراء كان سبباً في نجاح الانتخابات بالإقليم، مؤكداً المضي في الحوارات مع القوى الكردستانية لتشكيل الحكومة بالإقليم.
وشهد اللقاء مناقشة مجمل الأوضاع العامة على الساحة الوطنية والتطورات الإقليمية، وما يبذله العراق من مساعٍ لتقديم المساعدات الإنسانية وجهوده لإيقاف العدوان على غزة
ولبنان.
العدل الإسلامية
وعلى هامش زيارته لأربيل أيضاً، التقى السوداني رئيس جماعة العدل الإسلامية الكردستانية علي بابير، وجرت، خلال اللقاء، مناقشة مجمل الأوضاع في البلاد، والتأكيد على تضافر الجهود لمواجهة مختلف التحديات، وتعزيز التنسيق بين القوى السياسية لتحقيق أهداف مشتركة تدعم استقرار العراق وأمنه.
وبين السوداني أنّ زيارته إلى إقليم كردستان العراق تأتي في إطار التواصل والتنسيق مع كل القوى والاتجاهات السياسية، مؤكداً حرص الحكومة على التواصل مع سائر القوى السياسية، والعمل على حل الملفات وعدم القبول بأنْ يتضرر العراقيون في كل مكان؛ نتيجة بعض الإشكاليات
القائمة.
من جانبه، عبّر بابير عن شكره لرئيس الوزراء لهذه الالتفاتة، وبين أن حكومة السوداني تحظى اليوم بقبول وثقة العراقيين في كل مكان.
القوى السياسية
كذلك التقى رئيس الوزراء في أربيل، أمس الأربعاء، ممثلي مختلف القوى السياسية والمكونات الفائزة في انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق.
وبارك رئيس الوزراء، في مستهل اللقا، للحاضرين الفوز بثقة المواطنين في الإقليم، مؤكداً أن انتخابات الإقليم محطة مهمة في العملية السياسية، وترسيخ مبدأ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، الذي يؤكد تمسك أبناء الإقليم بالانتخابات، مشيراً إلى أنّ الحكومة الاتحادية بذلت جهداً مع جميع القوى السياسية ورئيس الإقليم؛ من أجل إنجاز الانتخابات وتهيئة كل متطلبات نجاحها.
وأكد السوداني، ضرورة الإسراع بالتفاهمات والمباشرة بتشكيل الحكومة، ومباشرة برلمان الإقليم مهامّه، لأن المواطنين بأمسّ الحاجة إلى أن يروا البرامج الانتخابية تترجم وتنعكس على واقعهم المعيشي والخدمي، مشدداً على أن وجود برلمان وحكومة الإقليم سيساعدان في ترسيخ الاستقرار السياسي لدى الحكومة الاتحادية والإقليم، لأن التفاهم والاستقرار في الإقليم قوة لكل مكونات المجتمع العراقي.
وأوضح، أن ما تشهده المنطقة يحتاج تضافر كل الجهود على مستوى الإقليم والحكومات المحلية وعلى مستوى الحكومة الاتحادية، مشيراً إلى معالجة الكثير من الملفات التي جرى ترحيلها من الحكومات السابقة، وأنه مازالت هناك محطات لمعالجة باقي الملفات.
من جانبهم، ثمَّن ممثلو القوى السياسية والمكونات موقف رئيس الوزراء بلقائهم والاستماع لهم، مؤكدين أنها سابقة لم تحدث من قبل، وهو ما يشير إلى رعاية واهتمام الحكومة الاتحادية بالعراقيين في مختلف مناطق البلاد.
زيارة السليمانية
وعقب جولته في أربيل، قام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بزيارة محافظة السليمانية، حيث التقى القيادات السياسية والإدارية في المحافظة.
واستهل السوداني زيارته إلى السليمانية، بوضعه إكليلاً من الزهور على ضريح رئيس الجمهورية الأسبق جلال طالباني.
كما التقى السوداني، مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، بحضور نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، قوباد طالباني.
وقدم السوداني، تهانيه بمناسبة نجاح العملية الانتخابية في الإقليم، وما عكسته من نتائج ينتظر منها تشكيل حكومة تلبِّي تطلعات مواطني الإقليم، وتستكمل التفاهمات والتعاون لتسوية جميع الملفات.
وأكد رئيس الوزراء، أن الفوز الأكبر يتمثل بالمشاركة الواسعة في الانتخابات، والتي تعدُّ بمثابة رسالة مهمة يتحتم على القوى السياسية عدم التفريط بها، مبيناً أن أمام القوى الفائزة استحقاقاً آخر يتمثل بالتفاهمات لتشكيل الحكومة التي نأمل أن تنجز سريعاً، مبدياً استعداد الحكومة الاتحادية للعمل على تقريب وجهات النظر بين مختلف القوى السياسية في الإقليم، وأكد أن المواطن سيقيم مشاركته في ضوء ما سينجز على الأرض من البرامج الانتخابية.
وأشار السوداني إلى ما تمرُّ به المنطقة من منعطف حرج بسبب استمرار العدوان الصهيوني على غزّة ولبنان، ما يستدعي بذل الجهود وتوحيد الصف الوطني لمواجهة الخطر الذي يهدد دول المنطقة.
من جانبه أشاد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بموقف السوداني الذي وصفه بالمحايد، ودعمه لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق، وأكد إسناده ودعمه الكامل للحكومة الاتحادية في مختلف الاستحقاقات.
وبين بافل طالباني حرصه على الإسراع في تشكيل حكومة الإقليم، بهدف تنفيذ التفاهمات مع الحكومة الاتحادية، كما أكد دعم الجهود الرامية إلى تبنِّي رؤية مشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بهدف تحقيق التوازن والفوائد الأفضل في استثمار الثروة
النفطية.