بغداد: رلى واثق
ومهند عبد الوهاب
أربيل: سندس عبد الوهاب
رافقت الأجواء الإيجابية المتفائلة، الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى إقليم كردستان الأسبوع الماضي، ووصف أعضاء حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني الزيارة بالناجحة والمهمة، مؤكدين أنها ناقشت 5 ملفات بارزة، فيما أشار مراقبون سياسيون إلى أن علاقة السوداني المستقرة والمميزة بالأقطاب السياسية في الإقليم (داخل السلطة وخارجها) عززت المخرجات الإيجابية للزيارة المميزة.
رؤية الاتحاد الوطني
وقال عضو حزب الاتحاد الوطني، محمود خوشناو لـ"الصباح": إن "زيارة السوداني جاءت من موقعه الدستوري وتهنئة الأحزاب الفائزة بانتخابات الإقليم"، مشيراً إلى أن "اللقاءات كانت سياسية بامتياز، وطرح السوداني مبادرته لتقريب وجهات النظر فيما بين الأحزاب السياسية الكردية مما يسرّع بتشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم".
وأضاف، أن "السوداني بحث الملف الأمني والاتفاقية المبرمة مع الجانبين الإيراني والتركي، وملف التعداد العام للسكان والمساكن، والملف المالي المتعلق بتوطين رواتب موظفي ومتقاعدي الإقليم عبر مشروع حسابي، واستئناف تصدير النفط من الإقليم".
وأكد خوشناو، أن "علاقة السوداني مع باقي القوى بشكل عام سواء كانت في المعارضة أو في السلطة جيدة، وهذا يحسب له، وجميع القوى الكردستانية التي فازت بمقاعد في برلمان الإقليم رحّبت بزيارة ومبادرة رئيس الوزراء مما يدلُّ على أنها زيارة إيجابية من ناحية المسؤولية المحدودة التي يتمتع بها في تشكيل حكومة الإقليم".
من جانبه، وصف عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، أحمد الهركي، الزيارة بأنها مهمة اقتصادياً وسياسياً، كون السوداني يعوّل على تطابق الرؤى بين الإقليم وبغداد خلال المرحلة السابقة والحالية.
وأضاف الهركي، في حديث لـ"الصباح"، أن "السوداني يحاول تأسيس شراكة قائمة على القانون والدستور، وله دور دائماً في تقريب وجهات النظر بين القوى الكردية والتي كانت حاضرة خلال الزيارة"، وتوقع أن "نشهد جولات أخرى من قبل الأحزاب الكردية المشكّلة والمنضمة في (ائتلاف إدارة الدولة) لتُسهم في حل الإشكالات بين بغداد والإقليم بما يضمن الحقوق والواجبات والقانون والدستور".
تفاعل الديمقراطي الكردستاني
أما عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي عبد الكريم، فبيّن أن رئيس مجلس الوزراء له مقبولية من قبل قادة الإقليم، وزيارته شكّلت أرضية لاستمرار العمل الجاد بين الطرفين والثقة التي أُعيدت بعد تسلمه هذه المسؤولية.
وأضاف عبد الكريم، في حديث لـ"الصباح"، أن "الزيارة شهدت الكثير من الأمور الإيجابية والجيدة بين الأطراف والإسراع بتشكيل حكومة الإقليم، فضلاً عن المباحثات بشأن تصدير النفط، وتسليم الإيرادات غير النفطية شهرياً إلى بغداد"، ونبه إلى أن "السوداني أكد على الإسراع بتشكيل حكومة الإقليم وحلحلة كل الإشكالات بين الأحزاب وتقريب وجهات النظر فيما بينها".
من جانبه، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، علي المندلاوي في حديث لـ"الصباح": إنه "في ظل المقبولية التي يتمتع بها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني من قبل الأطراف الكردستانية، فهو مارس دوره الإيجابي في تقريب وجهات النظر بين تلك الأطراف"، وتوقع أن "الأحزاب السياسية في الإقليم قادرة على الوصول إلى تشكيل الحكومة الجديدة".
القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، رابين سلام، قال في حديث لـ"الصباح": إن "زيارة السوداني إلى الإقليم كانت أمراً إيجابياً، وتعدُّ زيارة تاريخية وفي مرحلة مهمة بعد أحداث إقليمية وعالمية حدثت مؤخراً"، ونوّه بأن "مساعي رئيس الوزراء إيجابية في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية من أجل تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كردستان، وبدعمه تعطي شرعية أقوى لتشكيل الحكومة القادمة".
وأشار، إلى أن "زيارة السوداني تحمل الكثير من الملفات والرسائل، بالإضافة إلى الملفات العالقة بين بغداد وأربيل التي تخص الموازنة والرواتب والتعداد السكاني وغيرها وضرورة إيجاد الحلول المناسبة، سيما أن السوداني يلعب دوراً رئيساً وإيجابياً مع جميع الأطراف السياسية في الإقليم، وتعد هذه الزيارة الرابعة للإقليم بعد تسنمه رئاسة مجلس الوزراء الاتحادية".
قراءة سياسية
بدوره، رأى رئيس كتلة الصابئة المندائية بمجلس النواب، أسامة البدري في حديث لـ"الصباح"، أن زيارة رئيس الوزراء لإقليم كردستان "خطوة إيجابية نحو تقدم العلاقات والانفتاح بين المركز والإقليم وتقليل المعوقات، لإقرار القوانين وإرساء معالم التعاون، إضافة إلى ترسيخ مبادى الحوار والتفاهمات لإقرار القوانين الخلافية المهمة والعالقة".
وأضاف، أن "التواصل عبر هذه الزيارة يعطي رسائل إيجابية نحو التهدئة وبناء علاقات رفيعة المستوى وخالية من التعقيد، إضافة لفتح تفاهمات من شأنها أن تنقل العراق إلى حالة جديدة من بناء الدولة بعد التطور الحاصل في إقرار القوانين وتوفير الخدمات لأبناء الشعب العراقي جميعاً"، وأوضح أن "بناء الدولة يحتاج إلى التواصل بين جميع الأطراف السياسية والحكومة والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، من أجل إنضاج القوانين العالقة بين الحكومتين، لذلك تعدُّ هذه الزيارة مهمة جداً ومن أسباب بناء علاقات متينة وتوضيح الاتجاهات لبناء دولة قوية تعيش فيها كل المكونات العراقية".
عضو مجلس النواب ضياء الهندي، قال في حديث لـ"الصباح: إن "زيارة رئيس الوزراء إلى إقليم كردستان تأتي في توقيت حساس، حيث يعاني العراق من تحديات داخلية وخارجية كبيرة، وأهمية الزيارة تكمن في تعزيز وحدة العراق وحسم الملفات العالقة مع الإقليم، لاسيما القضايا التي تتعلق بتشكيل حكومة الإقليم والتعداد السكاني، فضلاً عن دعم استقرار الإقليم الذي ينعكس إيجاباً على استقرار البلاد بأكملها".
وأشار، إلى أن "استمرار الحوار بين بغداد وأربيل لحل القضايا العالقة يعزز من قدرة العراق على مواجهة التحديات الخارجية، التي تتطلب موقفاً وطنياً موحداً، ومن هنا، فإن استقرار الإقليم يشكل دعامة أساسية لاستقرار العراق سياسياً واقتصادياً".
أما المختص بالشأن السياسي في أربيل، محمد زنكنة، فقال في حديث لـ"الصباح": إن "زيارة رئيس الوزراء إلى إقليم كردستان مهمة في ظل الظروف الحساسة التي تمر بالمنطقة بشكل عام أمنياً وسياسياً، وكذلك تشكيل حكومة الإقليم الجديدة وغيرها من المحاور".
وأشار، أن "زيارة السوداني تعدُّ خطوة وبادرة معنوية كبيرة ومهمة من أجل المتابعة وكيفية حل المشكلات المتراكمة بين الطرفين منذ سنوات ماضية وما زالت مستمرة"، وأن "زيارته إلى أربيل والسليمانية جاءت من أجل التقريب بين وجهات نظر القوى السياسية لتشكيل حكومة الإقليم".