مناشدة لأطفال العالم

آراء 2024/11/18
...

 زهير كاظم عبود 


نتوجه بالنداء الإنساني لكل أطفال العالم لإنقاذ أطفال فلسطين، والسعي لإيقاف جرائم القتل الممنهج والمستمر من قبل جيش الدولة الصهيونية، وها انتم ربما يسمح لكم أهلكم بمشاهدة بعض اللقطات التي تبثها أجهزة التلفاز في كل المحطات، فان كنتم لا تشاهدون مثل تلك المشاهد المرعبة والمذهلة، التي تتقطع فيها أيادٍ وأرجلُ أطفال يعيشون تحت خط النار، وحياتهم معلقة تحت رحمة صاروخ أو طلقة مدفع أو زخة رصاص، الدوام بالمدارس ورياض الطفال تعطل، وتهدمت المدارس وماعادت لهم بيوت تقيهم البرد الذي بدأ ينخر الأجساد الطرية.

أطفال غزة لم يعد يعرفون طعم الحليب، ولا ما يحبه أطفال العالم، ولم تعد هناك سبل يمكن أن تخلق الأمل بتوقف الدمار والقتل والموت الذي يذبحهم ويقطع أوصالهم، لا يملكون وسائل تحميهم من شظايا القصف ولاتحميهم من اختراق الرصاص للأجساد الطرية، ولاطريقة توقف بها موت أهلهم ومن ينفق عليهم ويعينهم في الحياة.

انقطع عنهم الغذاء وشح عنهم الماء وباتت الكهرباء ابعد من السماء، فلا مواصلات ولا وسائل توقف تعبهم وتساعدهم بالتنقل فلم تعد هناك مناطق آمنة تأويهم وتحميهم من دوي الانفجارات ولا توقف سقوط البنايات فوق رؤوسهم، ولا من مستشفيات يمكن ان تداوي جراحهم وتوقف نزيفهم.

نناشدكم لأنكم فقط أصحاب الضمائر التي لم تلوثها السياسة، ولا اغلقتها الأحقاد الدفينة، ان تطلبوا من اهاليكم ان يوقفوا نزيف الدم الذي يجري بلا توقف، وان تسمحوا لهم بان يجدوا ملاذا يزيل عنهم الخوف والرعب اليومي الذي يعيشه كل طفل وطفلة، فلم يعد احد منهم يعرف ما يجري، ولم يعد أحدا منهم يعرف متى يتوقف هذا الموت المجاني وحصاد الأرواح، ولا العاهات التي تنتشر بين من يتبقى حيا، ولم يعد أحدا يتذكر انه يرسم صورة ولا عادوا يتذكرون القراءة والحساب، فلا الليل ساكن يؤمن لهم الطمأنينة ولا النهار واضح يؤمن لهم الطريق التي يتوجهون اليها، ولم يعد أحدا منهم يتذكر ملاعب الأطفال وأماكن التسلية.

نناشدكم لأنكم وحدكم من يتفهم ما يحدث لهم في غزة وما حولها، فلم تعد لهم بيوت مثل بيوت البشر، ولم تعد لهم شوارع وحدائق، وجميعهم نسوا الأناشيد والموسيقى، فقد تبدل كل هذا إلى الصراخ والدموع والعويل، ولم تعد لهم قبور يمكن زيارتها فقد جمعوا ما تبقى من اشلائنا بحفر تجمع العشرات منهم، لم يعد أحدا منهم يتذكر الضحك والابتسامة، لا يدرون إلى اين تتجه الأمور، وحين ينظرون لوجوه اهاليهم لا يجدون سوى الحزن والحيرة والدموع. 

ولان العالم بات موحشا لا يرى ما صار اليه حالنا، لم يجدوا جدية من زعيم دولة أو منظمة دولية أو قانون رادع يسعفهم ويحميهم من الحصاد اليومي لحياتهم، لم يجدوا غير ان يوجهوا هذه الرسالة لكم أينما كنتم، وكيف كانت جنسياتكم والوانكم، ومهما كانت أفكار وآراء اهاليكم، نريد منكم ان يكون لكم موقف انساني لأنكم انصار السلام والمحبة دون غيركم، نريد منكم ان تكونوا صوتهم في زاوية من زوايا هذا العالم الذي بات مجنونا ومرعبا، ولأنهم يعيشون العذاب والالم بات حلمهم ان يتوقف القصف الصاروخي وصوت المدافع وازيز الرصاص، وان تكون هناك فسحة للنوم بأمان، فلا تدعو صرختهم اليكم تتوقف، المأساة التي يعيشونها جحيم لا يطاق، والساعات التي تمر عليهم مرعبة ومليئة بالخوف، ولا ضمان لأحد أن يبقى على قيد الحياة، وحدكم من يوقف هذه المشاهد المرعبة، جميعنا ننتظر منكم موقفا أو كلمة أو تعاطفا فهم مثلكم يحلمون بالحياة.