زهير كاظم عبود
قرار المحكمة الجنائية الدولية (ICC) بإصدار أمر القبض بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير الدفاع السابق له تأثير قانوني كبير، سواء على المستوى الدولي أو على مستوى الأطراف المعنية مباشرة.
1 - الآثار على الكيان الصهيوني: من الناحية القانونية، لا تعترف دولة الاحتلال بولاية المحكمة الجنائية الدولية على أراضيها، لذا فإن أمر القبض لا يتطلب تنفيذاً داخل حدودها. لكن يمكن أن يؤثر في علاقاتها الدولية، إذ قد تجد صعوبة في السفر إلى دول تتعاون مع المحكمة. هذا قد يحدُّ من حرية تنقُّل المسؤولين المعنيين ويشكل ضغطاً سياسيا.
2 - الآثار على الدول الأخرى: الدول التي هي أطراف في نظام روما الأساسي (الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية) مُلزمة بالتعاون مع المحكمة، بما في ذلك تنفيذ أوامر القبض. وبالتالي، قد تواجه الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية أو تجارية مع الكيان الصهيوني، إما ضغوطاً من المجتمع الدولي للامتثال للأمر، أو تحديات قانونية إذا رفضت تنفيذ الأمر.
3 - الآثار القانونية على المحكمة: من خلال إصدار هذا الأمر، تؤكد المحكمة الجنائية الدولية على استقلالها وحسمها في محاسبة المسؤولين عن الجرائم الدولية مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. كما يعكس هذا القرار التزام المحكمة بالقانون الدولي، ويزيد من مصداقيتها في محاولة تحقيق العدالة على المستوى العالمي.
4 - الآثار على الضحايا والمجتمع الدولي: بالنسبة للضحايا والمتضررين من الأعمال العسكرية أو الانتهاكات المزعومة، يعدُّ هذا القرار خطوة نحو تحقيق العدالة والمساءلة. كما يشكل رسالة قوية بأن القانون الدولي لا يعترف بالحصانة للمسؤولين، مهما كانت مكانتهم السياسية أو العسكرية.
إجمالًا، رغم أن التنفيذ المباشر لأمر القبض قد يكون صعباً بسبب رفض الكيان الصهيوني التعامل مع المحكمة، فإن هذه الخطوة تُسهم في تسليط الضوء على مسؤولية قادة الدول في مواجهة جرائم الحرب. وبغضِّ النظر عن نتائج تنفيذ أوامر القبض من عدمها فإن التوجه الإنساني الدولي بدأ ينحو منحى شجاعاً في الاصطفاف إلى جانب قضايا الحقوق ،كما أن بوادر وإن بدت اعتبارية إلا أنها ذات قيمة عالية في تصنيف أعمال العدوان والاحتلال والتعسُّف ،ولعل قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي دللت على تخلصها من الهيمنة الأميركية والصهيونية دليل على أن عالمنا لم يزل يزخر بعقول وطاقات إنسانية بعيدة عن المصالح والقيود التي تكتم العقول وتغلق الكلمة ،ويقيناً أننا وبالتزامن من كل تلك الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ومن يسانده نثق بأن الحق سينتصر مهما بلغت التضحيات .