الجامعة العربية تؤكد دعم العراق بمواجهة التهديدات الصهيونية

الثانية والثالثة 2024/11/25
...



الاجتماع "غير العادي" الذي عقد بطلب من العراق لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين في القاهرة أمس الأحد، أكد على "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين".


بيان الخارجية

وذكرت وزارة الخارجية في بيان تلقته "الصباح"، أن "العراق، نجح من خلال مندوبيته الدائمة في القاهرة، وبدعم كافة الدول العربية الشقيقة في جامعة الدول العربية، إضافة إلى دعم الأمين العام للجامعة، في إصدار قرار يوم الأحد الموافق 24/11/2420 يدين ويستنكر محاولات الكيان الصهيوني توسيع ممارساته العدوانية في المنطقة، بما في ذلك العراق، كما أدان القرار مخاطبة الكيان لمجلس الأمن، معتبراً ذلك خطوة لتوسيع عدوانه في منطقة الشرق الأوسط".

وأضافت، أنه "تضمن القرار، تفاصيل أخرى، منها الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، تعكس موقف الجامعة الداعم لجمهورية العراق، والرفض القاطع للادعاءات الواردة في رسالة وزير خارجية الكيان الصهيوني، كما شدد القرار على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط، حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين".


القائم بالأعمال

بدوره، قال القائم بأعمال السفارة العراقية في القاهرة، مهند محسن علوان،: إن "هذا الدعم من جامعة الدول العربية ومن الدول الشقيقة يسجل لصالح العراق، وبين مدى ثقتها الدائمة والمستمرة بالعراق ودعمها المتواصل في الحفاظ على وحدته وسيادته وكذلك دعم حكومة العراق".

وأوضح أن "الدعوة للاجتماع العربي كانت بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومتابعة من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، وجاء التوصل إلى عقد الاجتماع بالتوصل إلى دعم الدول الشقيقة لمطالب العراق التي تدعو لكفِّ الكيان الصهيوني عن ممارساته العدوانية والإجرامية كقوة قائمة للاحتلال في الأراضي الفلسطينية، الذي يحاول من خلال اختلاق الحجج لتوسيع ممارساته العدوانية في المنطقة بدون أي رادع"، وبيّن أن "الكيان الصهيوني أرسل رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يزعم فيها افتراءات كاذبة عن العراق، بينما هو نفسه يخالف جميع القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية وبخاصة بعد إعلانه الأمين العام للأمم المتحدة شخصاً غير مرغوب به، وبنفس الوقت هو يحاول من خلال رسالته خلق الذرائع لممارساته العدوانية بحق دول المنطقة".

وأكد، أن "العراق وبشكل واضح، قوله وفعله واحد وصريح، فهو كما أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بأن قرار السلم والحرب في العراق بيد الحكومة العراقية حصراً، ولا يسمح لأي أحد بأن يمارس ممارسات تخالف أو تخرج عن طور الدولة العراقية، وأن العراق حريص منذ عقدين وأثبت ذلك للدول الشقيقة والصديقة بأنه عامل إيجابي في المنطقة ويدعو إلى تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي والدولي"، وأضاف، "لقد أثبت العراق ومن خلال إرادته السياسية مدى جديته في الحفاظ على القوانين والمواثيق الدولية، ومساعيه في تعزيز فرص السلم الدولي".

وختم علوان بالقول: إن "القرار الذي صدر من مجلس جامعة الدول العربية يأتي متزامناً مع الذكرى المئوية لوزارة الخارجية العراقية، وهو يمثل نجاحاً يضاف لنجاحات الدبلوماسية العراقية ممثلة بوزير الخارجية فؤاد حسين وكل مفاصل الوزارة وبعثاتها في الخارج".


القمة العربية

من جانب آخر، أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، أن التهدادات الصهيونية لا تمنع عقد القمة العربية المقبلة في توقيتها في بغداد. 

وكشف زكي في حديث لـ"الصباح"، أن "وفداً من الجامعة العربية سيذهب إلى العراق - وهي زيارة تقليدية - لمعرفة الترتيبات والاستعدادات لعقد القمة العربية". وأشار إلى أن "الاجتماع الطارئ وغير العادي الذي طلبه العراق، هو اجتماع مهم، فكلنا تابعنا التهديدات الموجهة من قبل الاحتلال الصهيوني للعراق، وهي مستمرة منذ فترة"، وبين، أن "المجتمع الدولي ومجلس الأمن عاجزون عن إدانة الكيان الصهيوني بسبب (الفيتو) الذي تستخدمه الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن، وهذا عجز بمجلس الأمن". 

وقال زكي: إن "الموقف  السياسي العربي معروف، وهذا الاجتماع مهم بطلب العراق ويعبر عنه الموقف العربي والقرار الذي خرج سوف يتم تبليغه للمجموعة العربية في نيويورك".


مندوب سوريا

بدوره، أكد السفير حسام الدين آلا، مندوب سوريا بالجامعة العربية، بأنه "أول من أيَّد عقد هذه الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث المزاعم والتهديدات الصهيونية ضد العراق الشقيق".

وقال مندوب سوريا لـ"الصباح": إن "سوريا كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى دعم طلب العراق لعقد هذه الجلسة الطارئة، إدراكاً منها أن التهديدات الصهيونية بتوسيع دائرة العدوان ضد بلدان المنطقة هي حقيقة جدية، تؤكد إصرار كيان الاحتلال على الاستمرار بحرب الإبادة الجماعية التي يشنُّها ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وبعدوانه الهمجي المستمر ضد لبنان الشقيق، وعلى دفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد عبر تكثيف اعتداءاته على الأراضي السورية وتوسيعها لتشمل دولاً أخرى".

وتابع: أن "سوريا تدعم العراق الشقيق في الحفاظ على سيادته وحرمة أراضيه، وإدانتها للمزاعم الصهيونية الموجهة ضده، ورفضها لمحاولات كيان الاحتلال اتخاذ ذريعة للعدوان عليه"، وأشار إلى أن "سوريا تؤكد  أن تلك المزاعم والتهديدات تشكل جزءاً من حملات تضليل ممنهجة يروِّج لها كيان الاحتلال، ومنها أخبار كاذبة متكررة تنشرها وسائل إعلام صهيونية تطال سوريا لتبرير الاعتداءات المتصاعدة على أراضيها وخلق مبررات لتوسيع دائرتها، إذ يواصل الكيان الصهيوني اعتداءاته التي تطال الأحياء السكنية والمباني والمرافق الخدمية المدنية في سوريا، والتي أدت لاستشهاد العشرات من المدنيين الأبرياء وإصابة المئات منهم، وآخرها عدوان جوي استهدف عدداً من الأبنية السكنية في مدينة تدمر التاريخية، ناهيك عن استهداف المعابر الحدودية التي يستخدمها النازحون من لبنان هرباً من العدوان الصهيوني الوحشي".

وأوضح، أنه "بالتزامن مع تلك الاعتداءات أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني مؤخراً على حفر خنادق كبيرة ورفع سواتر ترابية بمحاذاة خط وقف إطلاق النار في القسمين الشمالي والجنوبي من منطقة فصل القوات في الجولان، إلى جانب انتهاكات أخرى تشمل أعمال تجريف للأراضي الزراعية وشقَّ طرقات، بهدف خلق واقع جديد في المنطقة، وقد أبلغت سوريا الأمم المتحدة بهذه الإجراءات التي تنتهك قرارات مجلس الأمن واتفاق فضِّ الاشتباك العام 1974، وحذرت من خطورتها، وطالبت مجلس الأمن بالتحرك الفوري واتخاذ إجراءات حازمة لوقف العدوان الصهيوني ووضع حد لانتهاكاته".

وقال المندوب السوري: "إننا نؤيد أيضاً الخطوات التي تضمَّنها مشروع القرار الذي تقدم به العراق، ونتطلع إلى الخروج بمواقف ترتقي إلى مستوى مواجهة التهديدات والمخططات الاستعمارية التي يعمل كيان الاحتلال الصهيوني على تنفيذها في المنطقة من خلال ارتكاب الجرائم والمجازر الوحشية في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يشنُّها ضد الشعب الفلسطيني في غزة وعدوانه على لبنان وتكثيف اعتداءاته على الأراضي السورية وتهديداته بتوسيع نطاق العدوان ليطال دولاً أخرى، والتعامل معها بوصفها تهديدات جدية للأمن القومي العربي، لاسيما في مواجهة عجز مجلس الأمن الدولي عن تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن في المنطقة والعالم، بسبب (الفيتو) الأميركي في المجلس الذي يضع الولايات المتحدة من جديد في موقع الشريك في جرائم الاحتلال، ويثير التساؤلات حول السبيل الأمثل للتعامل مع كيان استعماري مجرم لا يفهم لغة القانون الدولي والمبادئ الإنسانية المتعارف عليها".


كلمة فلسطين

في السياق نفسه، عبر مندوب فلسطين في الجامعة العربية مهند العكلوك، عن تضامنه الكامل مع حكومة وشعب العراق في الخطوات التي اتخذها بعد تهديدات الكيان الصهيوني، ومن بينها دعوة مجلس جامعة الدول العربية للانعقاد. 

وقال العكلوك لـ"الصباح": إن "هناك فرصة كبيرة في هذا الاجتماع لنقول بأنه عندما يعتدي الكيان الصهيوني على العراق، على فلسطين، على لبنان، على سوريا، على اليمن، فهذا صراع عربي - صهيوني، هذا عدوان على الأمن القومي العربي، هذا ليس عدواناً فقط على الشعب الفلسطيني فهو مستمر بجريمة الإبادة الجماعية منذ فترة ليتوسع العدوان ليشمل لبنان وسوريا ويمهد لعدوان ضد 

العراق".

وأضاف، أن "القرار الذي صدر عن مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، ركز على استنكار (الفيتو) الأميركي واعتبره إساءة لاستخدام الولايات المتحدة الأميركية لهذه الميزة لوقف صدور قرار عن مجلس الأمن بوقف العدوان الصهيوني، ووقف إطلاق النار وإنقاذ أرواح المدنيين الفلسطينيين، وبالتالي اعتبر مجلس الجامعة بأن الولايات المتحدة الأميركية، تعطل مجلس الأمن وتعطل ولاية مجلس الأمن عن حفظ الأمن والسلم الدوليين، كما أن قرار مجلس الجامعة ركز على موضوع مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس حكومة الاحتلال ووزير الحرب الصهيوني السابق، وطالب مجلس الجامعة بكل وضوح، جميع الدول الموقعة على ميثاق روما، المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية بأن تتعاون مع المحكمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال، وأن لا تسيِّس هذا القرار وتلتزم به".

وتابع: "اليوم هناك وعي كامل بأن ما يقوم به الكيان الصهيوني هو ليس عدواناً على الشعب الفلسطيني أو على بلد عربي بحدِّ ذاته، ولكنه عدوان على الأمن القومي العربي".