بري: لبنان أحبط مفاعيل العدوان الصهيوني

قضايا عربية ودولية 2024/11/28
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

 طهران: محمد صالح صدقيان


وأخيرًا؛ وبعد عام ونيّف من الاشتباكات العنيفة بين حزب الله وجيش الكيان الصهيوني، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة الرابعة من فجر أمس الأربعاء، بعد أن منيت مخططات العدو بفشل ذريع في اجتياح جنوب لبنان جراء المقاومة الباسلة في القطاعين الشرقي والجنوبي من الجنوب، وشهدت مناطق الضاحية الجنوبية ببيروت وبلدات ومدن الجنوب عودة الآلاف من النازحين وهم يرفعون أعلام المقاومة وصور الشهيد حسن نصر الله. وسبقت ساعة دخول وقف إطلاق النار؛ حالة تصعيد من قبل الطيران الحربي الصهيوني الذي كثف من غاراته على بيروت والجنوب والبقاع، قابل ذلك توجيه حزب الله صليات صواريخه ومسيراته الانقضاضية للمواقع المعادية، وكان لافتًا تدفق أهالي الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية في بيروت في حركة عودة كثيفة إلى منازلهم التي دُمر القسم الأكبر منها بعد سريان وقف إطلاق النار مباشرة. وفي كلمة متلفزة له أمس الأربعاء، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري،  أن "لبنان تمكن من إحباط مفاعيل العدوان الصهيوني"، وشدد على أن "الحرب أظهرت وجه لبنان الحقيقي في التلاحم والوحدة الوطنية"، وقال بري: "أتوجه بالتحية لشهيد الأمة السيد حسن نصر الله الذي حملني أمانة المقاومة السياسية".

وأضاف بري، "نحن في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب اللبناني"، وتابع: "نشكر كل من ساهم في وقف إطلاق النار". من جانبه، كشف وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، عن أن "قائد الجيش جوزاف عون سيعرض خطة انتشار الجيش في الجنوب ولا اختلاف بيني وبينه باستثناء الأمور التي تخرج عن الدستور".

وفي رده على سؤال بشأن ضمانات انسحاب الجيش الصهيوني من الأراضي اللبنانية حتى يسمح للجيش اللبناني بالانتشار، أوضح وزير الدفاع اللبناني أن "الأمر يتعلق بمهلة 60 يوما، وسيتم الانسحاب على مراحل، ولن يبقى سوى الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل على أراضي الجنوب اللبناني حتى الحدود الدولية".


حديث هوكشتاين

إلى ذلك، أشار المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، إلى أنه "يجب التأكيد أن وقف إطلاق النار هو وقف دائم ينهي الأعمال العدائية. لا نريد تكرار ما حدث سنة 2006 عند انتهاء الحرب، ويجب تطبيق الاتفاق كاملا"، مؤكدا أنه "يجب تطبيق كل بنود ومبادئ القرار 1701 مع آلية للمراقبة تضمن ذلك".

وأعرب هوكشتاين، عن أمله بـ"أننا سننهي عبر الاتفاق كل العنف الذي عرفته هذه المنطقة منذ عقود، وآلية المراقبة لوقف إطلاق النار، ولن ننشر قوات أميركية في لبنان بل سنقدم دعما للجيش اللبناني"، وأكد أن للجانبين اللبناني والصهيوني حق الدفاع عن النفس وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي.


المفتي الجعفري

في السياق، وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة للشعب والقوى السياسية اللبنانية، قائلا: "أيها اللبنانيون الشرفاء؛ بعد شهرين ثقيلين بالدماء والأشلاء والدمار والنار والفظاعات الهائلة جراء أخطر حرب أطلسية – صهيونية، انتهت هذه الحرب بفشل صهيوني صارخ وإذعان كامل لوقف النار، ومعها بدا لبنان سيداً عزيزاً بفضل جهود وطنه وبسالة مقاومته الشريفة التي خاضت أكبر ملحمة دفاع سيادي سيتحدث عنها التاريخ طيلة قرون طويلة، وذلك لحماية البلد وشراكته الوطنية وهويته السياسية الميثاقية، واللحظة الآن للبنان بعائلته الوطنية ومقاومته الأبية وشراكته التاريخية وتعاليم كنيسته السماوية ونتاج مسجده الناهض بأكبر معاجز لبنان، وما نحن فيه الآن بلد منتصر بصموده وسيادته وتضحيات أبنائه. 

بدوره، وجّه رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان، التحية إلى أهل الجنوب والبقاع والضاحية بقوله: "في مثل هذه اللحظة من تاريخ بلادنا، لا أستطيع إلا أن أحيي أهلنا وإخواننا وأعزاءنا أبناء الجنوب والبقاع والضاحية على صبرهم وتحملهم وتضحياتهم من أجل الوطن.


ترحيب إيراني - فلسطيني

بدورها، رحبت إيران بوقف إطلاق النار في لبنان، معلنة وقوفها إلی جانب الحكومة والشعب اللبنانيين . 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "إسماعيل بقائي"، إن إيران التي ترحب بانتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، تؤكد دعم الجمهورية  الإسلامية الثابت للحكومة والشعب والمقاومة في لبنان.

وقال في تصريح له أمس، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت موقفها الثابت بضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة ولبنان من خلال الجهود الدبلوماسية التي بذلتها لتحقيق هذا الهدف خلال الأشهر الـ 14 الماضية. 

ولفت إلی أن الرأي العام العالمي ينتظر تنفيذ أوامر محكمة الجنايات الدولية بإلقاء القبض علی مجرمي الحرب في إسرائيل ومحاكمتهم علی التهم الموجهة لهم باعتبارهم "مجرمي حرب"  .

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية السلام والاستقرار في منطقة غرب آسيا، وممارسة الضغط الفعال على إسرائيل لوقف الحرب 

على غزة. 

من ناحيته، أشار السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، في تصريح له أمس الأربعاء، إلى أنه "بعد 2000 و2006، يخطّ لبنان نصراً إلهياً جديداً هذا العام بزنود مقاومة أسطورية في الميدان، مدعومة بموقف رسمي صارم لا يلين، وجيش ثابت وتضامن شعبي واسع واستثنائي امتد على طول المدن والمناطق المختلفة. معادلة ذهبية ما برحت تفشل أهداف العدوان الإسرائيلي وتحقق للبنان مجده وعزّته".

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، إن قبول الكيان الصهيوني بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق الشروط التي وضعها، يمثل محطة مهمّة في تحطيم ما وصفتها بأوهام رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوّة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها.

وأشادت حركة "حماس" - في أول بيان رسمي لها تعليقا على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي بدأ سريانه فجر أمس - بما وصفته بـ"الدور المحوري الذي تلعبه المقاومة الإسلامية في لبنان، إسنادا لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، والتضحيات الجِسام التي بذلها حزبُ الله وقيادته، وفي مقدّمتهم الأمين العام الشهيد السيّد حسن نصر الله".